مدينه غطاها الرمال

زائر

زيارتي لأطلال مدينة بومبية في الإمبراطورية الرومانية التي أهلكها البركان فيزوف
ثم غطاها الرماد لألفي عام وحفظها لنا كمتحف متجمد كانت موضوع المقال
الماضي الذي تعجبت فيه من رقيهم وحضارتهم المادية قبل ألفي عام وعلمت
أن سبب رقيهم هو إيمانهم بالديمقراطية. يومها تعجبت من قبولهم للرق والعبودية
رغم إيمانهم بالديمقراطية وقلت لنفسي "أرقى للعقل ورق للجسد؟".

إنما أكثر من ذلك مدعاة للتعجب هو تسلسل الأحداث . فتتابع الأحداث في تلك الحادثة
من أغرب ما يكون!!! فقد بدأت الحالة بنذير من الغاز والدخان واللهب يخرج
من بركان جبل فيزوف ليومين ففزع القوم وهرب النبلاء والأمراء والأغنياء في
مراكب باتجاه الجزيرة القريبة وكبلوا العبيد لحراسة بيوتهم. أما الفقراء ممن
لا يملكون السفن فلم يكن لهم مهرب ، فأما البحر بأمواجه وأما الجبل بنيرانه ،
ولآت حين مناص. فنجا النبلاء والأغنياء ومات العبيد والفقراء .
فأتى الله بالأغنياء ليميتهم تحت أقدام الفقراء .
أماتهم بأصغر شئ وأحقر شيء . أماتهم بالهباء.

تركوهم ونجوا ، لكن لله مقادير تجري وإرادة تسري .
فعندما قدم البركان نذره لمدة يومين وهرب من المدينة كل الأغنياء والنبلاء
بإتجاه الجزيرة المواجهة لمدينتهم بعدها لم ينفجر البركان بل اكتفى بأن خرجت منه
سحابة من الغاز السام غطت من بقي في المدينة من الفقراء والعبيد فقتلهم جميعاً .
أما الأغنياء والنبلاء الذين هربوا ونجوا فقد استدرجهم البركان ،
حيث هدأ واختفى منه الدخان وساد صمت غريب ليومين فاطمأن الناجون فعادوا
بسفنهم إلى مدينتهم يتعجبون لموت الفقراء والعبيد ،
ما علموا أن الدخان السام قتلهم.

أنتظر البركان إلي أن اكتملت عودة الناجين من النبلاء والأغنياء .
حينئذ كأني بالبركان ينظر أسفل سفحه فوجد ضحاياه هم فقط العبيد و الفقراء أما الأغنياء والنبلاء فهم
في المدينة تحته فرحون يشربون نخب نجاتهم . عندها غلى الغضب في صدر البركان
في ذلك اليوم من أغسطس عام 79 ميلادية وأطلق صيحة ندم تردد صداها من جبال الألب ،
صيحة تلاها انفجار أخرج كل الغضب الكامن في قلب البركان وأخرج ألاف الأطنان من الرماد البركاني ،
هباءً مجموعا ، غمر من نجا من الأغنياء و النبلاء . غمرهم .
غمرهم وغمر مدينتهم ، فساوى موت الفجاءة بين الصغير والكبير والغني والفقير .
فلله الحكمة البالغة .

استخرجت جثه أحد الأمراء من تحت أقدام جثة عبده ،
ففي المتحف ترى جثته وفي عظام أصابعه سبعة خواتم .
تجمد محاولاً رفع رأسه من تحت قدم عبده ولكن هيهات لرأس أن ترتفع
وهي ما ذاقت لذة خضوع التواضع ولا نعمت براحة المساواة .

ما أعجب الموت !!! , ما أعجب الموت ، يذل أمامه كل جبار

جغرافي اصيل

اللهم اجعل قبورنا روضة من رياض الجنه ولا تجعلها حفرة من حفر النار

اللهم إني تبت اليك وإني من المسلمين

جغرافي اصيل

با مانه والله موضوع جميل
سبحانه الله

جغرافى نشيط

موضوع اكتر من روعه والله يا عيسي

وفيه حكمه كبيره اووي
ياريت كلنا نتعظ منها

جغرافى نشيط

جزاك الله خيرا
يارب اعتقنا من النار وارزقنا الجنه

مشرف

» الرمال
» .¸¸۝❝هل زرت يوما مدينه قلبكـــــ:❝۝¸¸.
» قلب هل زرت يوما مدينه قلبك.؟
» مدينه زد المفقوده بين الواقع والخيال
» مدينه اسوارها سعاده وسكانها اعمال