ويكيبيديا تقرر مراقبة محتوياتها

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--
قرر القائمون على موقع الموسوعة الإلكترونية على الانترنت، ويكيبيديا إنشاء قسم للتدقيق ومراقبة المحتويات المنشورة على موقعها الشهير بعد جملة الانتقادات التي طالتها وانتقدت مصداقية المعلومات التي تنشرها على الشبكة العنكبوتية.

وكانت الموسوعة الشهيرة، التي حازت على شعبية واسعة من قبل المستخدمين، قد قررت الأسبوع الجاري وضع قسم من المحررين المتطوعين الذين تثق بهم إدارتها، وذلك كي يسمحوا بنشر أي معلومات على الموسوعة، بعد التدقيق بها، وذلك إثر سلسلة من المعلومات الخاطئة التي وضعت عليها مثل القول بأن السيناتورين الأمريكيين تيد كيندي وروبرت بيرد قد توفيا مطلع العام الجاري.

وانقسمت الآراء حول هذه الخطوة من الخبراء والمراقبين إذ هللت كاترين فيك مُنشأة موقع Flickr، المختص بمشاركة الصور والفيديو، لقرار ويكيبيديا، واعتبرت أنه يحول دون وقوع الموسوعة الإلكترونية في الفوضى وفي فخ التجريب بعيدا عن الاحترافية.

وردا على الاتهامات بأن هذا القرار ينافي ديمقراطية بث المعلومات والمقالات، قالت فيك "إن كنت تود أن تشترك فعلا في ويكيبيديا، فإنها مفتوحة لك طالما بقيت مساهماتك نافعة للمجتمع وعندئذ يقرر الناس بشكل جماعي إن كانت مساهماتك جيدة أم لا."

وأوضحت فيك أن بعض المواقع التي يطلقها المستخدمون على الانترنت بحاجة "إلى جيش من الأفراد الصارمين الذين يضبطون مساهمات مجتمعات الانترنت، أو أشخاص يساعدون على تشجيع المناقشات باتجاه مثمر، وذلك كي تبقى هذه المواقع تعمل بصورة جيدة، وهو ليس بالأمر السيئ على الإطلاق."

وعلى النقيض من ذلك رأى مارشال كيرباتريك، مؤلف دليل إرشاد عن إدارة "مجتمع الانترنت"، بأن التحول في كيفية عمل ويكيبيديا، هو علامة على أن المواقع التي يملأ محتوياتها المستخدمون العاديون قد بدأت تنموا أبعد من حدودها وقدرتها على الاحتمال.

وقال كيركباتريك " كلما أصبحت المعلومات والمواقع أكثر شعبية على الانترنت، فإن القائمين على تجارب مثل ويكيبيديا يكتشفون أنه يجب عليهم أن يعدلوا من بعض طبيعتهم التجريبية وأن يتعلموا من الأشكال التقليدية نظرا لأنهم لا يمكن أن يكتب لهم البقاء."

وأضاف " إن هذا الأمر يجعلني أكاد أذرف دمعة كذلك ، لأنه من المفترض أن يقود هذا الأمر إلى التخفيف من سرعة وضع محتويات جديدة على الانترنت، ويبدو أن هذا الأمر هو ابتعاد حقيقي عن طبيعة ويكيبيديا كما عرفناها."

يذكر أنه منذ إطلاق ويكيبيديا عام 2001، فإن عددا من المواقع قد بدأت بالبروز، مطبقة فلسفة الموسوعة الشهيرة، بحيث تمنح المستخدمين العاديين القدرة على التحكم بمحتوياتها.

فمثلا توجد مواقع مثل "ديغ"، الذي يسمح للمستخدمين بتبادل القصص الإخبارية مع بعضهم البعض بحرية، ويوتيوب الذي يسمح بالتصويت وبث مشاهد فيديو، بناء على طلب الجمهور، ويتميز الموقعان بأنهما يسمحان لمجتمع الانترنت الخاص بهم بأن يستخدموهما ويملأوهما بما يشاؤون من المحتويات.