يعيش الانسان في حياته .. في رحلةٍ للبحث عن من يكون له ذلك الصديق الوفي..
الصديق الذي يكون بمعنى الكلمة صديقاً .. ويستحق فعلاً أن يطلق عليه إسم صديق .. ويستحق كذلك أن تربطه بك صداقة ..
الصديق أحبتي هو ذلك الانسان الذي يحب ويهتم ويقدر من كانوا له أصدقاء ..
وليس الصديق هو الانسان الذي تمشي معه .. أو تتحدث أو تدرس أو تعمل معه
كما يظن البعض .. لا إنما الصديق هو الأخ الوفي وهو من تجده عندما تحتاجه..
والصداقة أحبتي لا يمكن أن تكون من طرف واحد .. بل يجب أن تكون من الطرفين فان كانت من طرف واحد انتهت وتلاشت واختفت..
وإن كانت من الطرفين وكانت قائمة على الحب والاخلاص والصدق والوفاء والعطاء نمت وكبرت وبقت واستمرت..
الصديق كذلك هو مرآة لصديقه .. فهو لا يتفانى أو يتراخى في تقديم النصح لصديقه ...
فقد نجد للأسف صديقاً لا ينكر على صديقه أي خطأ .. ويعتبر ذلك حرية شخصية وشيء راجعٌ له..
صحيح أن لكل إنسان حرية وهذا مما لا شك فيه .. وصحيح أن كل إنسان مسؤول عن
تصرفاته .. لكن هذا لايمنع من تقديم النصح وخاصة لصديقٍ تحبه ..
الصداقة أحبتي .. ليست في مجموعة من التاس تجلس معهم وتتحدث وتضحك..
وليست في مجموعة من الناس تجمعك بهم مصالح مشتركة..
وليست في مجموعة من الناس تجمعك بهم تخصصات متشابهة ..
لا بل الصداقة في مجموعة من الناس تربطهم بك ما تحتاجه أنت !
نعم عندما تريد أن يكون يكون لك أصدقاء .. حدد أولاً أي نوع ٍ من الأصدقاء تريد ..
هل تريد أولئك الذين لا يفكرون إلا بأنفسهم ومصالحهم ؟؟
أم هل تريد أولئك الذين يكثرون من مدحك وشكرك وأنت لا تستحق ذلك؟؟
أم هل تريد أولئك الذين منهم تعرف آخر صيحات الموضة والتكنولوجيا؟؟
أم هل تريد أولئك الذين يقدمون لك المساعدة عندما تحتاجها أنت؟؟
أم هل تريد أولئك الذين يقدمون لك النصح والعون والمساعدة بدون أن تطلب أو
حتى بدون أن تتكلم فهم يستطيعون فهمك ويعرفون ما تريد وهم يعرفون قيمتك
ويقدمون لك الحب والتقدير؟؟
يا ترى أي نوع ٍ تريد ؟؟؟؟ ومن أي نوع ٍ أنت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أحبتي الصداقة قد يظنها البعض أنها محدودة ومحددة في زمن وفترة الدراسة وبعدها تختفي وتتلاشى وتنقشع كانقشاع الغيوم في الأفق..
فلنعلم جميعاً أن أي صداقة تلاشت كانت خاطئة من البداية .. وكانت قائمة على أسس ٍ خاطئة وقيم قد تكون غير صحيحة..
ولكن أحبتي الصداقة الباقية هي تلك الصداقة التي قامت على الحب الخالص لوجه الله ملك الملوك ..
الحب الذي به تصلح من حولك .. ومن حولك يحاولون صلحك
الحب الذي به تساعد من حولك .. ومن حولك يساعدك.
الحب الذي به تقدر وتهتم وتحترم وتحس بمن حولك.. ومن حولك يقدر ويهتم ويحترم ويحس بك..
الحب الذي به تعرف قيمة من حولك ..ومن حولك يعرفون قيمتك.
أحبتي الانسان منا قد يطنش من معه أو من حوله ولا يهتم بهم وربما كان من
حوله ومن معه أصدقاءً له أو مجرد زمـــــــــــلاء.. وهو قد لايبالي بما
قد يضايقهم أو يحرق أعصابهم .. فهو ولله الحمد أعصابه كالماء البارد
وأحاسيسه كالثلج القاسي الذي قد لا يذوب..
أقول لهذا الانسان .. لا تغضب أو تلوم أي أحدٍ قام معك بنفس ما تفعله أنت
.. فقد وضعت نفسك في الموقف الذي عانى منه الكثير ممن حولك..
في النهاية أقول أن الانسان بحاجة إلى صديق يصدقه لا إلى صديق يصادقه ..
وأقول أن الصديق هو من أهدى إلي عيوبي .. وعرف مكانتي وقدري وتذكرني وإن نسيته..