قصص الانبياء

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئاتنا ،ومن يهده الله فلا مضل له ،ومن يضلل فلا هادي له ،وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله .

سوف ابدأ معكم بأول انبياءالله وهو

نبي الله ادم عليه السلام

الحلقة الاولي: من الخالق:

الله سبحانه وتعالي حتي يهدي الناس ويعرفهم المهمة التي خلقوا من اجلها .كان لابد أن يرسل اليهم رسولا بالمنهج الذي يريده ،ويغير هذه الطريقة ،وبدون الرسل لم يكن من الممكن للعقل البشري أن يهتدي الي مرادات الله من خلقه.
وأول هذه المرادات أن يخبرنا الله سبحانه وتعالي بقصة خلقنا وايجادنا.
يقول الحق تبارك وتعالي:(ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلناللملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ) (لأعراف:11)
فكان لابد للحق سبحانه وتعالي أول شيء أن يخبرنا أنه هو الذي خلقنا ،فبدون هذا الاخبار لم نكن لنستطيع أن نهتدي الي من هو الخالق ،وما هي مهمتنا في الحياه ،فأقصي ما يستطيع أن يصل اليه العقل في التدبير في ايات الكون وفي انفسنا أن نعلم أن لهذا الكون خالقا أعلي ،وموجودا ايجادا نعجز عنه نحن ،ولكن ما اسمه ؟وما صفاته؟وماذا يريد منا؟هنا يعجز العقل ،ولابد أن تأتي الرسالة من السماء.
ونحن لم نخلق انفسنا ،ولم نشهد كيف خلقنا ،ولم نشهد كيف خلق الكون ،ولا يستطيع أي انسان أن يدعي أنه شهد قضية الخلق ،أو أنه خلق الأرض والسماوات وما بينها.اذن فمصدر العلم في هذه القضية كلها لابد أن يأتينا من الله ،وباب الاجتهاد مغلق ،وباب التخمين مغلق ؛لأنه قائم علي غير علم .ولذلك سمي الله سبحانه وتعالي كل من يجادل في خلق الانسان أو في خلق السماوات والارض ضالا ومضلا ،فقال سبحانه وتعالي:
(ما أشهدتهم خلق السموات ولأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا)(الكهف:51)
فكأن كل من يجادل في هذه القضية مضل؛لأنه يجادل فيما لا يعلم ،ولا يستطيع أن يقيم عليه الدليل .وهكذا فان المصدر لأول ولأخير في هذا كله (الله) وحده.
نأتي بعد ذلك الي ما يقوله المنطق ،البحث الاحصائي الرجعي يقول :ان العالم يتكاثر كلما مضي الزمن.اذا نظرنا لتعداد العالم منذ قرن ،نجد انه أقل من تعداده الان .فاذا كان العالم في القرن الماضي تعداده أربعة الاف مليون مثلا ،نجده الان عشرة الاف مليون ،واذا عدنا الي الوراء مع الزمن نجد ان العالم منذ ثلاثة قرون مثلا كان أقل من الف مليون ،وكلما عدنا بالزمن الي الوراء قل العدد حتي نصل الي مئه ،ثم خمسين،وفي النهاية نصل الي ان بداية العالم كانت من اثنين ،ذكر وأنثي؛لأن الخلق لا يتكاثر الا بالذكر والانثي معا.وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالي:
(الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها). (النساء:1)
وعلم الاحصاء يثبت ذلك يقينا ؛لأن العالم كلما عدنا الي الوراء يقل ويقل حتي يصل الي اثنين ،ثم الله يخبرنا كيف تم التكاثر فيقول:
(وبث منهما رجالا كثيرا ونساء). (النساء:1)
واذا كان علم الاحصاء يثبت أن الخلق يقل حتي يصل الي ذكر وأنثي ،فان علم الاحصاء لا يستطيع أن يخبرنا كيف تم الخلق .
سنستكمل باقي الحلقة الاولي في وقت لاحق
واتمني ان الاسلوب كان سهلا في الفهم

الله سبحانه وتعالي يقول لنا :انه خلق ادم ثم خلق من ادم زوجه حواء ،مصداقا لقوله تعالي :(وخلق منها زوجها) (النساء:1)
والله سبحانه وتعالي ذكر لنا قصة خلق ادم،واكتفي بها عن ذكر خلق حواء علي اساس انها من نفس الجنس وهو البشر ،وفي ذلك يقول الحق:(رسول من انفسكم) (التوبة:128) اي من جنسكم ،فحواء من جنس ادم خلقا وايجادا.
وكان اول بلاغ عن خلق ادم للملائكة في قول الحق سبحانه وتعالي للملائكة:(اني جاعل في الارض خليفة) (البقرة:30) وكان اول امر من الله بالنسبة لخلق ادم ان يسجد له الملائكة في قوله تعالي:(فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) (الحجر:29)،اذا فقبل نفخ الروح كانت هناك تسوية ،والذي تمت تسويته هو ادم ،ولكن من ماذا تمت التسويه؟قال الله سبحانه وتعالي :(من الصلصال) (الحجر:26)، (من حمأ مسنون) (الحجر:33)، (من طين ) (المؤمنون:12) ، (من تراب) (الحج:5) ، (وجعلنا من الماء كل شيء حي) (الانبياء:30)
فاذا جئنا الي هذة المراحل المتعددة نجدها تتفق مع منطق الاشياء في الدنيا ثم بعد ذلك :(ونفخت فيه من روحي) (الحجر 29)،فكانت الحياة،وهذة قصة خلق ادم