الجـغـرافـــــــــــية الاقتصـــــــــاديــــة
الجغرافية الحديثة والجغرافية الاقتصادية:
تهتم
الجغرافيا بصفة عامة بدراسة توزيع وتنظيم المظاهر المختلفة الطبيعية
والبشرية على سطح الأرض فالجغرافية علم قديم يرجع الفضل في تأسيسه إلى
اليونانيين القدماء فالجغرافية القديمة كانت علما وصفيا يهتم بسرد الحقائق
والمشاهدات المتصلة بالعالم وسكانه فقد ضلت الجغرافيا علما وصفيا حتى القرن
18 اد انتقل هذا العلم إلى مرحلة جديدة يظهر من خلال العلاقات المتبادلة
بين الظاهرة المختلفة ومحاولات الربط بينهما .وهكذا أصبح البحث الجغرافي
يتسم مجال اهتمامه بالاتساع الكبير فهو يتعلق بسطح الأرض باعتباره ميدان
البشرية وهذا يعني أن الجغرافية تنقسم أساسا إلى قسمين أساسيين .
-الجغرافيا الطبيعية : وينحصر
اهتمامهابدراسة الأرض وتاريخ تطورها وسطحها ومظاهر هذاالسطح و ومراحل
تطوره وتحوله فضلا من غلافها المائي الحيوي بعيدا عن اثر الإنسان في ذلك
كله ولقد ظهرت في نطاق علوم الجغرافية الطبيعية عدة أقسام تتمثل في
الجغرافية الفلكية والمناخية والبحرية والنباتية والجيومرفولوجية والتربة.
-الجغرافيا البشرية : تهتم
بدراسة الإنسان نفسه وما يتعلق بأصوله ونشأته وما أحدثه بوجوده على سطح
الأرض من تغيرات وتطورات في إطار أنواع مختلفة من الدراسات الجغرافية مثل
جغرافية السكان الجغرافية التاريخية والجغرافية الاجتماعية –جغرافية المدن-
الأرياف –السياسة – السياحة ثم جغرافيا الأنشطة البشرية أي دراسة الإنسان
المنتج والناقل والمستهلك .... في إطار أنظمة الإنتاج المختلفة التي تحدد
العلاقات الاجتماعية ومن هنا تكون للجغرافيا علاقة بعلمي الاقتصاد
والاجتماع. فإذا كان المهتم بعلم الاجتماع يدرس ويحلل المجموعات البشرية
بإبراز الخاصيات الأساسية –العائلة – الدين – النشاط الاقتصادي .... فان
الجغرافي يضع المجموعات البشرية في مجالها ثم يبحث عن العلاقات بينه
ومكونات الوسط في حين يهتم الاقتصادي بالأنظمة والقوانين العامة للإنتاج
الذي يعبر عنها هذا الاقتصادي بصيغ وقواعد رياضية على شكل نماذج.
فالجغرافية إذن علم ينظم معرفة العالم حول موضوع المجال. فهي تترجم المضمون
اللامجالي لعلوم عديدة باستعمالها لمفهوم المجال لذلك تشترك مع هذه العلوم
في منهجية التحليل في الأمثلة والنظرية وحتى في المفاهيم .
- الاقتصـــــــاد : يعتبر
جزء من العلوم الاجتماعية وهو علم حديث جدا إذا ما قرن بالعلوم الأخرى
التي اهتمت بها الحضارات القديمة كالجغرافيا – الفلك – الفلسفة فقد ظهر أول
كتاب للاقتصاد السياسي سنة 1615 لمؤلفه الفرنسي antoine
وتطور علم الاقتصاد مع المؤلفين الكلاسيكيين الانجليز خلال القرن 18-19
ويعني هذا أن علم الاقتصاد ظهر وتطور في العصر الحديث أي خلال فترة نهضة
اوروباوتطورها الصناعيوالذي
عرف بالثورة الصناعية وهي ثورة عملت على تطوير الإنتاج كما خلقت علاقات
إنتاجية جديدة لم تكن معروفة من قبل وأصبح الاقتصاد في القرن 20 عبارة عن
مادة علمية له طرقه ومناهجه .ويدرس هدا الاقتصاد قوانين الإنتاج والتبادل
والاستهلاك في المواد المنتجة في المجتمعات البشرية المختلفة وتبحث هذه
القوانين في قيمة المنتوج وبالتالي في عناصر وعوامل الإنتاج وينقسم
الاقتصاد إلى فروع منها الاقتصاد الزراعي –اقتصاد الشغل –الاقتصاد الحضاري
والمجالي –الإقليمي ولهذه الفروع الأخيرة علاقة بعلم الجغرافيا .
-الجغرافية الاقتصادية:
تعتبر الجغرافية الاقتصادية فرعا هاما في فروع الجغرافية البشرية التي
عرفت تطورات كثيرة خلال القرنين الآخرين شانها في ذلك شان بقية العلوم التي
كان التقدم في أي منها يقود إلى التقدم في دراسة العلوم الاخرى وأصبح
التعريف بهذا العلم وتحديد وضع الجغرافية بين العلوم الاجتماعية والطبيعية
الاخرى يحظى باهتمام كبير لدى الجغرافيين والعلماء الباحثين في مجالها .لقد
استعملت كلمة الجغرافية الاقتصادية لأول مرة في نهاية القرن 19 من طرف
الألماني GDTC82
والذي يمكن اعتباره أول مؤسس لهذا العلم.وتهتم الجغرافيا الاقتصادية
بدراسة أشكال النشاط الاقتصادي وتركيبه السكاني على سطح الأرض وما يتدخل مع
هذا التوزيع السكاني من التأثيرات المتبادلة بين الوسط الطبيعي والسكاني .
قد تصل إلى درجة التحكم في أشكال الإنتاج والاستهلاك لفترات زمنية مختلفة
نتيجة لخلفيات حضارية وتكنولوجية . وتتسم الدراسة في الجغرافية الاقتصادية
بدينامية مهمة لذالك يصبح من الصعب ملاحقة كل أشكال التغيرالاقتصادي التي
تحدث باستمرار فيواجه المتهم بالجغرافية الاقتصادية مصاعب في جميع البيانات
وتحليلها وترتبط هذه الدينامية بالتغييرات السياسية التي تؤثر على الإنتاج
. ونظرا لكون النشاط الاقتصادي يشمل جميع أنحاء العالم فانه من الصعب
إعطاء صورة تفصيلية عن العالم بأكمله في الجغرافية الاقتصادية بل يمكن
الاقتصار على بعض الصور الأساسية لأشكال الإنتاج مع دراسة تفصيلية لأشكال
وأنماط هامة مفيدة ومعبرة حسب الأقاليم الاقتصادية.هذه الأخيرة التي عرفها MAC KARTI
*مناطق جغرافية تتفق فيما بينها بأنها في نفس الوقت مرحلة التقدم
الاقتصادي *. هذه المراحل هي:1- مرحلة الصيد والجمع والالتقاط 2-مرحلة
استخراج المعادن 3- مرحلة الرعي 4- مرحلة الزراعة 5- مرحلة الصناعة 6-
مرحلة التجارة والخدمات. وأضاف البحث HASSINGER
هو الأخر الإقليم أن مهمة الجغرافية الاقتصادية هي دراسة العلاقة بين
الاقتصاد والمكان الجغرافي وهدفها يجب أن يقسم سطح الأرض إلى أقاليم
اقتصادية ودراسة أشكال ومميزات هذه الأقاليم *.كما عرفها البعض الأخر بأنها *العلم الذي يبحث أوجه الأنشطة المختلفة والتي ترتبط بإنتاج وتوزيع واستهلاك موارد الثروة الاقتصادية وعلاقة ذلك بالمكان * وعبر عن هذا العلم البعض الأخر بأنه دراسة *بأنه دراسة بين عوامل البيئة الطبيعية والظروف الاقتصادية والحرف الإنتاجية وتوزيع منتجاتها * وقد جاء تعريف أخر يقول *العلم الذي يضم العوامل الجغرافية المؤثرة في إنتاج وتبادل السلع * كما تنعت أيضا *بأنها
تلك الدراسة التي تبحث في مجهودان الإنسان والمشاكل التي تواجهه في كفاحه
للعيش كما تتناول توزيع الموارد والأنشطة الاقتصادية المختلفة * ويمكننا أن
نستخلص من كل هذه التعاريف أن الجغرافية الاقتصادية هي * العلم الذي يهتم
بدراسة الأنشطة الاقتصادية للإنسان وعلاقة ذلك بالبيئة*
وتظهر هده التعاريف الخاصة بالجغرافيا الاقتصادية أي كانت مدى ارتباط
الجغرافية الاقتصادية واعتمادها على العديد من الدراسات الاخرى المتصلة
بعناصر لها أهميتها الجغرافية كالدراسات الاقتصادية الصرفة وقوانينها
الاقتصادية وبالنظم السياسية وقوانينها ونظم الضرائب والنظم النقدية
السائدة دون نكران استقلالية منهج الدراسة الجغرافية الاقتصادية وارتباطها
بالميدان الجغرافي أكثر من أي ميدان أخر فهي ترتبط ارتباطا وثيقا بالعديد
من الدراسات البشرية والاجتماعية والسياسية وبالخصوص علم الاقتصاد والعلوم
المرتبطة به نظرا لاهتماماتها بدراسة ظواهر الإنتاج والاستهلاك والتبادل في
العالم كله بوجه عامر باعتباره كيان اقتصادي كبير من ناحية وفي قطر من
أقطار العالم كل على حدة مستهدفا الإجابة على العديد من التساؤلات من وجهة
نظر الجغرافية التي تتركز حول النشاط الإنساني المتعلق بكيفية تامين
الإنسان لمتطلبات معيشية من خلال استغلال الإمكانيات والموارد الطبيعية
والبشرية المتاحة له ونمط هذا الاستغلال وذلك عن طريق النقاط التالية :
- إنتاج والنشاط الاقتصادي القائم في مكان معين (إقليم)
- أين يمكن أن يقام النشاط الاقتصادي في كل من الدول ذلك انه من غير الضروري إمكانيات قيام الإنتاج في جميع مناطق الدولة.
- أين
يقاوم هذا النشاط فعلا :مثلا أين يزرع الشمندر السكري أين يزرع منتوج معين
أو أين توجد صناعة الحديد – أين تصنع السلع أو تقام حرفة من الحرف .
- لماذا يقاوم هذا النشاط أو ذاك في مكان معين دون الأخر وهذا هو دور الجغرافيا في التعليل والتفسير ووضع خرائط توزيع الإنتاج.
- كيفية مباشرة هذا الإنتاج وما يتضمنه ذلك من عرض وتحليل الحضارية للدول وبيان أما إذا كان النشاط الزراعي
يستخدم وسائل وتقنيات حديثة أم أنها تتم بطريقة بدائية.
- ما هي قوانين قيام هذا النشاط الإنتاجي وفي أي فصل من فصول السنة.
- ما هي خصائص هذا النشاط الإنتاجي وهل يقتصر على مجرد تحقيق الاكتفاء الذاتي لم يحقق فائضا
- هل يتميز بالتخصص أو التنوع.
والتعرض
للموضوعات المشار إليها يمكننا من دراسة وفهم الكثير من الأوضاع
الاقتصادية لدول العالم المختلفة وقد اتفق الباحثين والدراسيين على أن
ميدانها ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1- الإنتـــــــــاج: ويشمل استخلاص وتصنيع الخامات الحيوية والحيوانية وبكافة أنواعها.
2- النقل والتجارة: ويشمل توزيع السلع المختلفة وتبادلها بين المنتج والمستهلك
3- الاســـــتهلاك: وهو هدف النشاط الاقتصادي بأكمله ويعتبر القسم الرئيسي في دراسة الجغرافيا الاقتصادية.
وقد
أدى تعدد موضوعات الجغرافيا الاقتصادية واتساع ميدانها إلى تقسيمها إلى
عدة أقسام من طرف المهتمين بها وان كانوا قد اختلفوا في طريقة عرضها
والمتمثل بشكل عام في ثلاثة أقسام –الجغرافية الزراعية –
الجغرافية
الجغرافية الاقتصادية النقل الموارد والتجارة .
علاقة الجغرافية الاقتصادية بالعلوم الأخرى
إن
الإحاطة بالعلوم الأخرى شيء هام للاستيعاب الناتج الموضوعية التي ينتهي
إليها البحث في تلك العلوم وهي حصيلة يجب أن يستعين بها الجغرافي في فهم
وتفهم الظاهرة الجغرافية وفي الوصول إلى تحليل منطقي لها وبالتالي نستطيع
ابتكار نتائج تتصل بالظواهر الطبيعية التي هي موضوع دراسته . فمثلا إذا
أردنا دراسة زيت البترول نجد أن عملية اكتشافه من اختصاص هندسة البترول
وعملية تكريره ونقله هي عملية صناعية أما عملية التسويق والتوزيع فتدخل في
علم الاقتصاد أما دور الجغرافيا الاقتصادية فهو دراسة مشاكل الموقع وهل
الموقع مناسب للإنتاج وأين ستقوم مناطق وأين يمكن أن تقام عملية التكرير
ودراسة وسائل المواصلات والبحث عن أصلح ا ثار البيئة على الإنتاج ودراسة
السلع المنافسة ومناطق إنتاجها ومن هنا كانت الإحاطة بنتائج العلوم
الطبيعية والإنسانية الهامة جدا للجغرافي نظرا لان ميدان دراسة الجغرافية
يتضمن الميد نين معا ولقد أدى دالك إلى أن وصف الباحثين الجغرافيا بأنها
علم تركيبي بمعنى انه يتركب من مجموعة متنوعة من نتائج العلوم .لكن الأمر
ليس كذلك وإنما الهدف الأساسي هو أن يكون لدى الجغرافي القدرة على التوفيق
بين هذه النتائج والتنسيق بينهما لتكون معبرة في مجال موضوع دراسته لبعض
الظواهر سواء كانت طبيعية أو بشرية والجغرافيا الاقتصادية تاخد اسمها من
الجغرافيا وذلك يعني أنها تؤكد على دراسة المكان بخصائصه الطبيعية والبشرية
.كما تاخد صفاتها من الاقتصاد وكلمة الاقتصاد هنا تعني تلك الأجزاء من
العلوم التي تتعلق بالتطبيقات. غير أن الجغرافيا الاقتصادية لاتهتم
بالجوانب التطبيقية لعلم الجغرافية وإنما تهتم بالجوانب الاقتصادية .
وللجغرافية الاقتصادية علاقة وطيدة بعلم الاقتصاد إذ تعالج بعض النظريات
والموضوعات التي يدرسها علم الاقتصاد فان العلاقة وثيقة بين العلمين . فعلى
دارس الجغرافيا الاقتصادية أن يهتم بمبدأ وقواعد ونظريات علم الاقتصاد حتى
يستطيع تفسير العوامل الاقتصادية المؤثرة في إنتاج وتبادل واستهلاك السلع
والخدمات وعلى دارس الاقتصاد أن يدرس الجغرافية الاقتصادية التي تعالج
موارد الثروة الاقتصادية التي تهدف إلى تحقيق غايات الإنسان فالاقتصاديون
في حاجة إلى فهم الأسس الاقتصادية داخل الأقاليم الجغرافية المختلفة وعليهم
البحث في المشكلات التي تنتج عن ندرة الموارد وهذه الندرة نتيجة لكثرة
الحاجيات ولذلك نشأة النظم الاقتصادية لعلاج المشكلة الاقتصادية كمشكلة
الإنتاج . فعلم الاقتصاد لا يدرس الجهد الذي يبدله الإنسان حتى يتمكن من
إشباع حاجياته المتعددة وطرق إشباعها بأقل جهد واقل تكلفة فالحاجيات هي
المحرك والجهد الذي يبدله الإنسان هو الوسيلة بينما إشباع الحاجة هو الغاية
. فالاقتصاديون في دراستهم لغلة يتناولون الموضوع من الجوانب التي تتحكم
في أسعاره والعرض والطلب وتقلبات الأسعار وتكاليف الإنتاج وتمويل مشروعات
الإنتاج والتخزين والتسويق دون الربط والتوزيع والوصف والتعليل الذي تهتم
به الجغرافية الاقتصادية. لكن
الجغرافية الاقتصادية تعالج الموضوع بطريقة تختلف عن ذلك فهي تتناول دراسة
القطن في ناحية طبيعية.هذه المادة والعوامل المتحكمة في إنتاجها وتوزيعها
الجغرافي وتحليل هذا التوزيع وكمية الإنتاج أي أنها تهتم بالإنتاج في حين
يهتم علم الاقتصاد بالتوزيع والاستهلاك ومن هنا تتضح العاتقة بين
العلمين.فهناك ارتباط بين الإنتاج والتوزيع والاستهلاك كما تتناول العلوم
الزراعية نفس الموضوع حيث يهتم دارس العلوم الزراعية في دراسة منتوج معين
"القطن " بحيث يركز على ظروف الزراعة والتركيز على غلة ما في فصل معين
والعوامل المؤثرة في زيادة الإنتاج والتهجين .كما توجد علاقة بين الجغرافية
الاقتصادية والإحصاء فالجغرافية الاقتصادية تدرس السلع والخدمات وتقيس
العلاقات بينهما ولا يكون ذلك دقيقا إلا باستخدام المقياس الرياضي وهذا ما
يقوم به رجل الإحصاء حيث يقوم بوضع القوانين الرياضية الصالحة لاستخدامها
في الجغرافية الاقتصادية ولذلك كان من الضروري أن يلم دارس ج -
إق بالإحصاء.
مناهج البحث في الجغرافية الاقتصادية
إن
كلمة منهج تعني الصفة العامة للدراسة أو البحث فلاشك أن هناك أوجه اتفاق
بين الجغرافيين وخاصة في الخطوط العريضة لموضوعات الجغرافية. إلا أن هناك
أيضا أوجه تفاوت تتركز حول تابعية بعض الموضوعات أو الدراسة التفصيلية جدا
للجغرافية كما أن هناك أوجه التفاوت في اختيار أنسب المناهج وطرق ووسائل
البحث أو الدراسة بالإضافة الى التفاوت في تفصيلات تحليل وعرض المعلومات
سواء أن كانت مقدمات أم نتائج ورغم أن أوجه التفاوت في الرأي التي تتعلق
غالبا باتجاهات واهتمامات معينة قد تكون كثيرة أو قليلة بقدر لا يناسب
موضوع الدراسة.فعند وصفنا لبحث مقال بأنه ذو منهج إقليمي فهذا يعني أنه
يعالج الموضوع على ساس تصنيف إقليمي،وكذلك إذا قلنا أنه ذو منهج موضوعي فهو
يعالج الموضوع الرئيسي في صورة مجمعة من الموضوعات الثانوية التي تتبعه
وفي هذين المنهجين المعروفين يمكن أن نعطي أوصافا ثانوية فنقول منهج موضوعي
بطريقة تحليلية أو منهج إقليمي بطريقة تحليلية. كما يمكن أن نعطي أوصافا
أخرى تابعا لوسيلة البحث.وفي الجغرافية بصفة عامة و ج- إق من الصعب إتباع
منهج واحد في كثير من الأحيان نظرا لتعدد الفروع فبعض الفروع يتطلب دراسة
للجانب الطبيعي والبعض للتركيز على الجانب البشري بصوره أكثر بينما تتطلب
بعض الموضوعات التركيز على شقين معا ونظرا لتعدد الفروع بالإضافة الى تنوع
الطرق التي يمكن إتباعها يصبح من الصعب توحيد المنهج الذي يتبع و خاصة إذا
وضعنا في الاعتبار نوع الدراسة ،هل هي بحثية أم كتب دراسية أم منهجية وكذلك
في الدراسة الاقتصادية لا يمكننا تفضيل منهج على أخر فالموضوع الاقتصادي
الواحد يمكن دراسته من زوايا كثيرة .
فهناك مواضيع من الأفضل دراستها في جانب معين بناء على منهج يبرز قيمة النشاط الاقتصادي في حد ذاته أو ضمن ترابط دولي أو إقليمي.
فالمنهج الإقليمي يوضح قيمة أقاليم العالم الإنتاجية بينما يركز المنهج
المحصولي على المحصول محليا و دوليا وهذان المنهجان هما الأكثر شيوعا في
الدراسات الاقتصادية. أما المنهج الحرفي فإنه يبدأ من نقطة انطلاق اقتصادية
تاريخية موزعا أنواع الاقتصاد السائدة على العالم ثم يدرس الإنتاج على أسس
محصولية .أما المنهجان الأصولي والوظيفي فلا يمثلان مناهج قائمة بذاتها في
دراسة الجغرافية الإق بقدر كونهما أسس وقواعد الدراسة الإق يلتزم بها
الدارسون في المعالجة الموضوعية لأنواع الأنشطة الإق وبعض الدارسين
يتناولون الدراسة على أساس ذكر موارد الثروة الإق والسلع المختلفة كالقطن
البن قصب السكر ...أو المواد المعدنية الفحم البترول ... بينما آخرون على
أساس معرفة المقاومة الطبيعية والبشرية التي تؤثر في إنتاج الغلة الإق
العالمية وأسبابها كمشكلة الغداء والسكن والطاقة وانقسم العالم الى تكتلات
إق كالسوق الأوربية ومشاكل النقل العالمي.لذلك كان من الضروري نتيجة هذا
التنوع في المواضيع أن تختلف طرق معالجتها ومناهج البحث فيها ومعظم
الدراسات الحديثة تكاد تتفق على حصل مناهج البحث في الجغرافية الإق في
المناهج التالية:
المنهج الإقليمي: يتمثل
في دراسة الجغرافية الاقتصادية في خلال تقسيم العالم الى أقاليم اقتصادية
تتم دراسة النشاط الاقتصادي والموارد الاقتصادية مجتمعة كلية داخل إطار هذه
الأقاليم بشكل مفصل ودقيق.وتتحدد هذه الأقاليم بحدود طبيعية كالمناخ أو
إحدى مظاهر السطح والتضاريس كالجبال أو الأنهار أو الصحاري أو البحار أو
التركيب الجيولوجي للصخور وما تحويه من معادين أو الموقع وأثاره في تحديد
المناطق التي تتموقعه .أو باستخدام عوامل بشرية كوحدة اللغة المشتركة أو
عقيدة دينية مشتركة أو عرف خاص أو مذهب سياسي و اقتصادي مشترك أو كثافة
سكانية معينة أو نظام جمركي موحد أو قيام سوق مشتركة وقد يعتمد تحليل
الإقليم على نوع النشاط الاقتصادي السائد كالزراعة الصناعة ومن الأمثلة على
ما يمكن اعتباره إقليما اقتصاديا يمكن دراسته كالإقليم الذي ينتج القمح
والقطن و- م (الحوز سوس دكالة ) أو الأقاليم المدارية أو دراسة الدولة
معينة أو قارة من القارات وكثيرا ما نجد تدخلا بين العوامل الطبيعية و
البشرية مما يؤدي الى صعوبة تحديد الأقاليم على أساس واحد كما أن هذا
التقسيم الإقليمي قد يأتي ناقصا ويفتقر الى الوضوح بسب طبيعة الحدود
المستخدمة ذاتها والتي تتميز بعدم التابث وعدم الوضح في كثير من الأحيان
فالحدود الطبيعية لا تظهر كحدود فاصلة واضحة بل تأخذ شكل مناطق انتقالية
وممتدة بين إقليم وآخر في أحيان كثيرة تجمع بين خصائص الإقليمين المحيطين
بها خلافا لما هو عليه الحال بالنسبة للحدود البشرية التي تستخدم في تحديد
الأقاليم والتي تتميز بدقتها ووضوحها في هذا المجال إلا أن هذه الحدود
البشرية تتمثل في نفس الوقت بكونها أقل تباثا واستمرار من الحدود الطبيعية
فالحدود السياسية قد تزول عن طريق الاتفاق على توحيد دولتين كما أن
التعريفة الجمر وكية التي تفصل بين مناطق الحدود في دولتين قد تتغير أو
تختفي و الفرق في المستوى المعيشي و الثقافي قد يختفي بين الدول المتقدمة و
أخرى نامية أو يقل فتتقارب هذه الدول فيما بينها و الملاحظ أن معظم الكتاب
متفقين على تقسيم العالم الى أقاليم اقتصادية و لاشك في أن هذا المنهج
يعطي الباحث قيمة حقيقية للإقليم الذي يدرسه فهو يوضح التشابك الاقتصادي في
الأقاليم مبينا أوجه تكامله و جوانب النقص فيه بشكل لا يمكن لأي منهج أخر
تحقيقه كما يبدو استخدام هذا المنهج أكثر ملائما عندما تنصب الدراسة على
التكتلات الاقتصادية في العالم ادا أخدنا هذه التكتلات على أنها وحدات
سياسية تتدخل و تترابط فيها الظروف الطبيعية و البشرية في إطار أقاليم
اقتصادية يربط بينها تخطيط و سياسة إنتاجية و اقتصادية معينة دلك إن دراسة
الإمكانيات الاقتصادية لمنطقة المغرب العربي أو الاتحاد السوفياتي أو
الاتحاد الأوربي أو الولايات م . أ منطقة الخليج العربي يمكن أن نفهم من
هذه السيمات نوع من البناء الاقتصادي .
المنهج الحرفي :
هو
المنهج الذي يثناول الجغرافيا الاقتصادية عاى اساس حرفي متضمنا دراسة
الحرف كل على حدا في ترتيب تاريخي من خلال دراسة الانشطة المختلفة ؛ الصيد
البحري الصناعات الغاباة و هذا الامنهج يعتبر الاقرب الى دراسة الموارد
الاقتصاجية منه الى اي شئ اخر حيث اننا في اطار هذا المنهج نقوم بدراسة
الانشطة المختلفة ثم نقوم بدراسة جميع العلاقات الممكنة داخل كل نشاطمنها
فندرس في نطاق الزراعة عوامل قيامها أنواع الزراعة اشهر البنيات الزراعية و
اهم المحاصيل وتوزيعها العالمي ودورها في التجارة الدولية ولكن بشكل يختلف
عن جراستنا لها وفق المنهج المحصولي دالك اننا في اطار المنهج الحرفي ندرس
الزراعة في منطقة سوس مثلا فنتطرق في جميع ما يجور في هذه المنطقة من
عملية انتاج زراعي اي اننا نجرس المحاصيل و الاقليم في اطار الحرفة و من
اهم الامثلة على هذا المنهج نجد الكثير من الباحثين من بينهم الاستاذ
بنجونز"الجغرافيا الاقتصادية و فيه يتناول الموضوع متتبعا هذا المنهج
الحرفي بجاية الصيج البري و البحري .ثم الحرف المرتبط بالغابات وصناعة
الاخشاب و الحرف المرتبطة بالرعي القديم والحديث ثم حرفة الزراعة تليها
حرفة التعدين و اخيرا التجارة و النقل و في اطار دراسة الحرفة يتطرق الكاتب
الى تطورات تكنولوجية التي ادخلت على الحرف منذ ان عرفها الانسان الى
يومنا هذا مثل ما تم لحرفة الصيذ البذائي ثم الصيذ الحذيث و في الزراعة
يذرس الزراعة البذائية من اساليب قذيمة و الزراعة من اجل الاكتفاء الداتي و
الزراعة التي يتذاخل العامل التجاري حيث يخصص الزراعة التجارية فصلين
كبيرين اولهما الزراعة التجارية في الاقليم المذاري ثم زراعة محاصيل اخرى
تجارية و ذاخل كل فصل منهما يتم ذراسة كل محصول بشكل منعزل .
المنهج الاصولي:
يقوم هده المنهج على ذراسة التركيبة الاقتصاذية و الانتاج و العوامل
المؤترة فيه طبيعيا و بشريا و ما يرتبط بدالك من قوانين و قواعذ و أصول
تحكم فيه أو القوانين التي توجه الإنتاج الزراعي أو المعذني أو الصناعي ذلك
أن القانون الأول الدي يجب أن يعرفه ذارس الجغرافية الإقتصاذية هو أن ظروف
البنية الطبيعية من موقع و سطح و تربة و توزيع يانس و ماء و مناخ و نبات
تضع حدودا واضحا عتى إمكانية السكنى و الإنتاج في مناطق العالم المختلفة أو
أن سكنى إنسان معين أو إنتاج محصولمعين يقتضي توفر ظروف طبيعية معينة إذا
حولنا تطبيقها على جهات العالم امكان تحديد المناطق التي يمكن للإنسان أن
يستفر بها أو لهذه الغلة أن تنتج فيه و أمكن عندئد حدف المناطق غير الصالحة
و نفس الشيء يمكن قوله عن العوامل النشرية التي تحدد السكنى و الإنتاج في
مناطق دون الأخرى حتى ولو تشابهت في ظروفها الطبيعية و نفس الشىء يمكن
تطبيقه على الإنتاج التعديني أو الصناعي حيث نحدد مجموعة من القوانين التي
تتحكم في الإنتاج ثم بعد ذلك عملية تطبيفق كل منها على إنتاج المعادن
المختلفة و أنواع النشاط الصناعي و قد تم تطبيق هذا المنهج من طرف بعض
الباحثين على دراسة الإنتاج التعديني أو الصناعي مبينا أن الحالة التي يوجد
عليها المعادن و طبيعتها تلعب دورا أساسيا في تحديد طريقة الإستغلال
بالأبار العميقة أو المناجم المكشوفة أو غير دلك من ظروف التعدين ألأمر
الذي يحدد اقتصادية الانتاج من خلال تحديد تكاليف الانتاج و حجمه و مدة
عمره و شكل الاستقرار البشري في منطقة الانتاج .
المنهج الوظيفي:
يعتبر هذا المنهج من أحدت المناهج في الدراسة الجغرافية و على وجه الخصوص
في جراسة الجغرافية الاقتصادية و يتمثل هدا في دراسة التركيب الوظيفي لنظام
الاقتصادي السائد و هو يحتاج الى دراسات كتيرة و متعددة و كونه اكتر
المعيارات حسابية في حالة الدولة الاقتصادية و الاكثر عرضة للتطور .
و
يتكون التركيب الوظيفي لأي نشاط اقتصادي من ثلاثة عناصر هي :وحدة الانتاج و
أدوات الانتاج و مستوى اليد العاملة . فقد تكون وحدة الانتاج صغيرة أو
جملة وحدات تابعة لمالك واحد أو وحدة كبيرة المساحة وتختلف الوظيفة
الانتاجية تبعا للتطور التاريخي و الاختلاف المكاني. فقد تكون الدولة هي
الملكة لكل الاراضي , و قد تكون الملكية جماعية و قد يكون الارض مقسما بين
المالك و المستأجر أو المشاركة حسب العمل و أدوات الانتاج . وفيما يتعلق
بأدوات الانتاج من حيث المستوى فهده تتراوح بين البسيطة و المتقدمة فالألات
البسيطة تستخدم في المزارع الصغيرة بينما توجد الالات في المزارع الكبيرة
المتقدمة التي تتعدد فيها وظائف الانتاج . فقد يكون الانتاج للاستهلاك
المحلي ,و قد يكون لتصدير نحو الخارج ( فلاحة تسويقية ) كما قد يكون انتاج
مختلط يجمع بين المحاصيل الزراعية و الانتاج الحيواني .
أما
عن مستوى اليد العاملة فهدا يختلف فهناك العمال البدويون و هناك التجمعات
النقابية والتنظيمات التعاونية و اليد العاملة المتخصصة في نوع معين تخضع
لنوع النشاط الاقتصادي السائد وتهتم الدراسة الوظيفية بأسواق التصريف و
تحديد الظهير الزراعي للمدن الكبرى و الحركة اليومية للعمل ثم تحديد دور
الإنتاج في بناء الاقتصاد القومي و التجارة الدولية للمنتجات و كما يطبق
دلك في الزراعة يمكن تطبيقه في الصناعة .هل هي صناعة يدوية متقدمة ؟ وما
دور الصناعة في الدخل القومي ؟ و هل هي منشآت فردية أو اجتماعية أم حكومية ؟
المنهج المحصولي : هو الذي يهتم بمحصول معين من الإنتاج والتسويق لكن
داخل إقليم معين ( إقليم اقتصادي ) الغرب (الشمندر) تادلة (القطن ) سوس
(الحوامض ) .
المصطلحات :
الموارد الطبيعية : جميع المؤهلات الطبيعية التي يمكن أن تستمر أو ينتفع
بها في النشاط الاقتصادي كالتربة ,الماء ,المعادن ,النباتات ,مصادر الطاقة و
الثروة البحرية و الحيوانية .
الموارد البشرية : هي مجموع الامكانات و المؤهلات السكانية ديمغرافية
إقتصادية إجتماعية ثقافية .التي تتوفر في مجال جغرافي معين و تساهم في
بنائه و تنميته .
الموارد البحرية :هي جميع الثروات البحرية و تكون إما بيولوجية ( أسماك ,
طحالب عوالق ) أو طاقية (بترول غاز طبيعي معادن مختلفة ).
البرميل : وحدة دولة لقياس إنتاج النفظ و مشتقاته و تبلغ سعة هذا البرميل
(برميل واحد من النفظ – 159 و لتحويل كمية النفظ من وحدة البرميل الى وحدة
الطن تضرب الكمية المعبرة عنها بالبرميل في 0.14 .
تكرير النفظ : مجموعة من العليات الكيماوية يتم خلالها تصفية النفظ من
الشوائب قصد إستخلاص زيت البنزين و بعض المشتقات النفظية الأخرى .
الطاقة التجديدية : هي قدرة مورد طبيعي معين على التجدد و الاستمرار .
الصناعة النفطية : هي نشاط إقتصادي يقوم على إستخراج النفظ الخام من باطن الارض ثم تصفيته و تكريره لإنتاجالمشتقات النفظية .
النفظ : زيت معدني طبيعي خام أسود اللون (الذهب الأسود ) قابل للإحتراق
يتكون من مواد هيدروكربونية بعد تحلل بقايا عضوية ( حيوانية نباتية ) داخل
الطبقات الجيولوجية للارض و يشكل النفظ أحد المصادر الرئيسية للطاقة في
العالم .
تدبير الموارد : إستغلالها بشكل عقلاني و منظم بدون تبدير أو إهدار بحيث
يراعى في ذلك طاقة الموارد على التجدد الطبيعي إضافة الى القيام ببعض
الاجراءات الكفيلة بالمحافظة عتى هذه الموارد و تنميتها بشكل مستديم .
القيمة المضافة : هي الفارق بين منتوج معين عند البيع و بين قيمة المواد
الأولية و الخدمات و كلفة اليد العاملة التي تدخل في إنتاجه .
فائض الإنتاج : ظاهرة إختلال توازن بين العرض و الطلب , وقد عرفتها أوربا بعد الثورة الصناعية فأصبح الصناعي يقوق الطلب .
الموارد الاقتصادية
أو
مقومات الإنتاج الاقتصادي
يطلق
على الموارد الاقتصادية أيضا اسم موارد الثروة, لأنه بقدر ما يتاح من
موارد لمجتمع ما تتحدد رفاهيته الاقتصادية. إلا أن غنى أو فقر الدول في
الوقت الراهن يقاس بما بحوزتها من موارد لكن أيضا بمقدرتها على استغلالها.
1-الموارد الطبيعية مقومات اقتصادية:
مفهومها وخصائصها:
الموارد
الطبيعية عبارة عن أشياء مادية لها قيمة اقتصادية,ولا دخل للإنسان في
وجودها وتعتبر جميع عناصر الطبيعية موردا اقتصاديا تمكن الإنسان من استخدام
بعضها منذ القدم ,ثم اكتشف عناصر أخرى , لكن هناك احتمال استخدامها في
المستقبل حسب احتياجات الإنسان وتقدمه التكنولوجي وتنقسم الموارد إلى موارد
يمكن تحويلها إلى مواد اقتصادية ثم موارد عبارة عن عوامل طبيعية للإنتاج
الاقتصادي( الماء الهواء الضوء...) وتعتبر الأرض وما يحيط بها وما يوجد في
باطنها موردا طبيعيا يمكن تهيئته واستغلاله اقتصاديا.
إذن
توفر الطبيعة موارد متنوعة يستغلها الإنسان اقتصاديا.نميز فيها بين موارد
لا تنقرض أي موارد متوافرة بصفة دائمة مثل الهواء وأشعة الشمس تظل موجودة
طالما بقي الكون على ماهو عليه واختفاؤها يغني نهاية الحياة .ثم موارد
تتجدد باستمرار وبسرعة, كالموارد المائية من الأمطار ومسيلات والفرشاة
الباطنية
لأن تغذيتها من جديد ما دامت هناك دورة للماء , أو الموارد الغابية عندما
يتعلق الأمر بقطع الأخشاب بطريقة عقلانية.ثم موارد غير متجددة أي أنها
تفتقد قدرة التجدد ولا يمكن تعويضها ويتعلق الأمر بمختلف المعادن كالفحم
الحجري البترول ... وهي معادن استغرق تكوينها ملايين السنين( الفحم تكون
خلال الزمن الأول) وكذلك التربة التي تعتبر إرثا طبيعيا يتطلب تكوينه فترة
طويلة,لذلك فالتربة مادة يصعب تجديدها إذا مال تدهورت مركباتها. ويمكن أن
يؤدي الاستغلال المكثف لهذه الموارد الغير متجددة إلى استنزافها أو نفاذها.
لقد
استعمل الإنسان وخلال قرون طويلة الموارد الطبيعية لأغراضه
الاقتصادية.فمثلا استعمل منذ آلاف السنين الموارد غير المتجددة مثل النحاس
والحديد, ومع ذلك حتى القرن 19 فإن نسبة الإزالة من هذه المواد تبقى ضعيفة
بسبب قلة السكان وضعف تطور الصناعات .إلا أنه في ق20 مع النمو الديمغرافي
الهائل وتطور التقنيات ومع تزايد الحاجيات فقد عمد الإنسان إلى تحريك
واستغلال اكبر كمية من الموارد الطبيعية. فقد لوحظ بأن الإنسان قد استهلك
خلال 40 سنة الأخيرة كمية من الثروات الطبيعية تفوق بكثير ما استهلكه من
هذه الموارد منذ ظهوره على سطح الأرض على الان. وهكذا أصبح الإنسان يأخذ من
راسالمال الذي استغرق تكوينه ملايين السنين لتكوينه.ويبقى التساؤل مطروحا
حول تبديد هذا التراث الذي لا يعوض خلال فترة قصيرة وهي عشرات السنين.
إن
سوء توزيع الموارد واحتمال نفاذها قد يؤدي إلى وجود أزمات والتوترات
الدولية, لذلك ظهرت حاليا نزعة تدعو إلى استخدام المتاح من هذه الموارد
بطريقة تضمن حمايتها وزيادتها عن طريق ترشيد استعمالها والمحافظة على ما
تبقى منها.
الموارد المائية وصيد الأسماك:
تعتبر
الموارد المائية المائية احد الموارد الاقتصادية الهامة في حياة الإنسان
لما تمثله من أهمية نظرا لاتساع مجالات استخدامها والانتفاع بها, ذلك أن
الماء هو العنصر الأساسي في جميع أشكال الحياة العضوية بما في ذلك الإنسان
فهو المورد الطبيعي الوحيد الذي لا ينشأ بدونه أي مورد طبيعي حيوي آخر.
فبدونه لا حياة بشرية ولا حيوانية ولا إنتاج نباتي.فما هي الموارد المائية؟
يمكن
التعريف بالموارد المائية بأنها كل الهبات الطبيعية التي تغطي أجزاء من
سطح الأرض في صورة المجاري المائية المختلفة والبحيرات والبحار والمحيطات
بل ويمكن أن تدخل في إطارها الصور الأخرى للمياه كبخار الماء في الغلاف
الغازي والمياه الباطنية وتعتبر هذه الهبات مواد اقتصادية بالمعنى الدقيق
للموارد,ذلك أنها هبات يمكن تحويلها بالمجهود البشري على قيمة اقتصادية في
صورة سلع وخدمات , حيث يمكن تحويل المسطحات المائية على غذاء يشري (
حيوانات مائية مختلفة) , كما يمكن تحويلها إلى أملاح ومعادن وإلى طاقة فضلا
عن خدمات للنقل النهري و البحري .
وتغطي
المياه في صورة البحار والمحيطات حوالي 71 في المائة من سطح الكرة
الأرضية, وكما تختلف هذه البحار والمحيطات من حيث مساحتها تختلف من حيث
تضاريسها وعمقها بشكل يؤثر على درجة أهميتها الاقتصادية حيث يمكن التمييز
بين 3 مستويات من العمق:
-الأرصفة القارية : وهي المناطق التي تمتد من الشاطئ متدرجة في انحدارها وعمقها حتى عمق 200 متر.
-المنحدر القاري: وهي تلك المناطق من البحار والمحيطات التي يتراوح عمقها بين 200 و2600م تقريبا.
-مناطق المحيطات التي يزيد عمقها عن 2600م.
ومع
هذا الاختلاف في المساحات والأعماق لمختلف البحار والمحيطات ومن ثم في
أهميتها الاقتصادية والإستراتيجية فهي تتفق جميعا من حيث نوعية الموارد
الاقتصادية التي تقدمها لنا والتي يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنواع, هي:
1-
الموارد الكيميائية: حيث تتوافر مياه البحار والمحيطات على ثروات معدنبية
وأملاح ضخمة حرة طليقة بحكم ذوبانها في الماء لم تستغل على نطاق واسع لحد
الآن باستثناء كلوريد الصوديوم (ملح الطعام) وبعض الأملاح الأخرى مثل أملاح
البروم والمغنيسيوم الذي يستخرج من ثلث الإنتاج العالمي منه من مياه
البحار.
2-موارد
جيولوجية: تتوافر عليها القشرة الأرضية التي تغطيها مياه البحار والمحيطات
التي ترقد على سطح هذه القيعان كالرمال والحصى والقصدير والماس على جانب
ما تتوافر عليه القشرة الأرضية التي تغطيها مياه البحار والمحيطات من النفط
والغاز الطبيعي.
3-موارد
بيولوجية: تمثل النباتات المائية والأسماك والقشريات والرخويات ...حيث
تمثل مصدرا هاما من مصادر الغذاء الأساسية المتمثلة في الأسماك ولا تقتصر
اهمية الأسماك على كونها غذاء للإنسان فهي تدخل في صناعة الأسمدة وعلف
الحيوان وتعتبر الأسماك من أقدم الموارد الطبيعية التي استغلها الإنسان وقد
كانت حرفة صيد الأسماك من الحرف القديمة التي مارسها الإنسان في المسطحات
المائية في أماكن تواجده واستقراره وكانت حتى منتصف ق 19 حرفة تعتمد على
وسائل بدائية في الصيد وعلى سفن الصيد الشراعية التي تقتصر نشاطها على
المناطق السياحية القريبة ولكن مع حلول النصف 2 من ق19 وق 20 بدأ الإنسان
عمليات تطوير الصيد حتى وصلت على ماهي عليه الآن من استخدام وسائل وأساليب
حديثة متطورة حيث انتشرت سفن الصيد التجارية الحديثة التي ساعدت على امتداد
أنشطة الصيد على داخل المحيطات بعيدا عن الشواطئ وحققت بذلك زيادات كبيرة
في معدلات إنتاج الأسماك.
الموارد النباتية الطبيعية وأوجه استغلال الإنسان لها
ينتشر
النبات الطبيعي في أغلب سطح الكرة الأرضية ما عدا المناطق التي تغطيها
الثلوج بشكل دائم مثلا اسلندا والقطبين الشمالي والجنوبي والمناطق التي تقل
فيها كمية الأمطار كالمناطق الصحراوي الجافة والمناطق ذات السطوح الصخرية.
ويقصد بالغطاء النباتي الطبيعي ذلك الغطاء النباتي الذي ينمو طبيعيا دون
ان يكون للإنسان دخل في وجوده وبذلك تختلف النباتات الطبيعية على النباتات
والمحاصيل التي يعمل الإنسان على زرعها ورعايتها بطرق مختلفة من اجل
الاستحواذ على ما تدره من محاصيل ويمثل الغطاء النباتي نتاجا للظروف
البيئية التي ينمو فيها فهي تعد غلى حد كبير الخلاصة النهائية لهذه البيئة
بعناصرها المختلفة الجيولوجية الخاصة بالتربة و التضاريس والمناخ , الأمر
الذي يفسر لنا اختلاف توزيع الغطاء النباتي الطبيعي على سطح الكرة الأرضية.
حيث تنتشر الغابات الاستوائية الكثيفة المتشابكة الأغصان في الاراضية
الواطئة بينما يتواجد الغطاء النباتي في صورة شجيرات ونباتات جافة متباعدة
في المناطق الصحراوية وعلى شكل طحالب دقيقة تغطي الصخور في المناطق
القطبية, وبالنظر لاختلاف الظروف البيئية الطبيعية نجد أن النباتات
الطبيعية تضم 3 أشكال رئيسية من النباتات وهي: الغابات -الحشائش- نباتات
الصحاري.
وتعتبر
الغابات أهم صور النبات الطبيعي وذلك بسبب ما تتوافر عليه من ثروة خشبية
هائلة. أما النوع الثاني وهو الحشائش فإنها لا تعتبر موردا طبيعيا مباشرا
إنما تقتصر أهميتها على اقترانها بعملية توزيع الموارد الحيوانية بينما لا
تتمتع نبات الصحاري من أعشاب ونباتات جافة متناثرة بأهمية اقتصادية.
وتتميز
الغابات عن الحشائش والنباتات الصحاري باعتبارها موارد نباتية يقوم
الإنسان باستغلالها بشكل مباشر في مناطق واسعة من العالم حيث تشير
الإحصائيات إلى أن حوالي 25 في المائة أي ما يعادل 4آلاف و 500 مليون هكتار
من سطح الكرة الأرضية اليابسة مغطى بمختلف أنواع الغابات إلا أن هذا
المساحة تقلصت نتيجة الاستغلال العشوائي للإنسان وقيامه بقطع ما يقرب من
نصف هذه المساحة حيث لم تعد الغابات تغطي سوى مساحة تقدر ب 3410.851 مليون
هكتار.
أما
من حيث أوجه استغلال الإنسان للموارد الغابوية فيمكن قراءته انطلاقا مكن
التوزيع الجغرافي لمساحات الغابات في العالم فبسبب الاستغلال الوحشي تقلصت
مساحة الغابات في العالم من 4500 مليون هكتار إلى 3411 مليون هكتار منها 56
في المائة توجد في أمريكا و25 في المائة في آسيا و18 في المائة في
إفريقيا, كما يبينه الجدول التالي:
النسبة في المائة
| المساحة المشتغلة ب مليون هكتار
| .....
| المساحة مليون هكتار
| الأقاليم
|
40.7
| 307
| 34
| 755
| الاتحاد السوفياتي سابقا
|
7.8
| 70
| 51
| 898
| أمريكا اللاتينية
|
13.5
| 73
| 19
| 536
| إفريقيا
|
54.8
| 291
| 25
| 531
| أمريكا الشمالية
|
38.4
| 178
| 18
| 463
| آسيا
|
93.8
| 131
| 30
| 140
| أوربا
|
يتضح من هذه الأرقام ما يلي:
يكتمـــــــــــــــــــــــل..............