المنتدى الرسمى لطلاب قسم الجغرافيا جامعة طنطا
عزيزى الزائر ان كنت مسجل لدينا برجاء تسجيل الدخول وان كانت هذة هى زيارتك الاولى للمنتدى يسرنا بان تكون عضوا معنا معنا حتى تتمتع بكامل الصلاحيات
المنتدى الرسمى لطلاب قسم الجغرافيا جامعة طنطا
عزيزى الزائر ان كنت مسجل لدينا برجاء تسجيل الدخول وان كانت هذة هى زيارتك الاولى للمنتدى يسرنا بان تكون عضوا معنا معنا حتى تتمتع بكامل الصلاحيات
المنتدى الرسمى لطلاب قسم الجغرافيا جامعة طنطا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الجغرافيا للجميع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التلوث المائى --:::::::::::::::::::::::::::::◄

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
♥™AhMeD SaM!R™♥
مراقب عام
مراقب عام
♥™AhMeD SaM!R™♥



التلوث المائى --:::::::::::::::::::::::::::::◄ Empty
مُساهمةموضوع: التلوث المائى --:::::::::::::::::::::::::::::◄   التلوث المائى --:::::::::::::::::::::::::::::◄ Emptyالأحد 20 مارس 2011, 10:30 pm



بسم الله الرحمن الرحيم

التلوث المائي

الغلاف المائي (الهيدروسفير
Hydrosphere):

مصادر المياه وتوزعها في الغلاف المائي:
إن المصدر الرئيس للمياه في الطبيعة هو الدورة
المائية المتجددة، المتمثلة في التبخر والتكاثف والتهطال، ويشغل الماء أكبر
حيز في الغلاف الحيوي، وأكبر مادة موجودة فيه، وهذا ما دفع البعض إلى
اقتراح تسمية الكرة المائية بدلاً من الكرة الأرضية، وكمية المياه الموجودة
في الغلاف المائي تقدر بنحو1.5 مليار كلم3، ومعظمها يوجد في المحيطات
العالمية التي تشغل نحو72 % من مساحة الكرة الأرضية، وفيها نحو94 % من
إجمالي المياه الموجودة في الغلاف المائي عامة، وهي مياه مالحة، يليها
المياه الجوفية المالحة والعذبة، ومياه الجليديات، والمياه العذبة في كامل
الغلاف المائي تتراوح بين 2- 3 % فقط منه، وهي موزعة بشكل غير متساو على
سطح الكرة الأرضية، حيث يحتوي نهر الأمازون وحده على 10- 15 % من إجمالي
المياه العذبة في العالم، وحوض نهر الكونغو- زائير يضم أكثر من 50 % من
مياه القارة الأفريقية بينما لا يعيش فيه سوى نحو10 % من سكانها، وكل هذا
يزيد مشكلة نقص المياه حدة وخطورة، والجدول (7) يوضح توزع المياه في الغلاف
المائي.

الجدول ( 7) توزع المياه في الغلاف المائي


تسلسل


نوع المياه


الحجم/ألف كلم

النسبة %

1

مياه المحيطات العالمية

1370323

93.96

2

المياه الجوفية (الباطنية)

60000

4.12

3

المياه الجوفية البينية

4000

0.27

4

مياه الجليديات المتجمدة

24000

1.65

5

مياه البحيرات

280

0.019

6

مياه التربة

85

0.006

7

بخار الماء

14

0.001

8

مياه الأنهار

1.2

0.0001

المجموع

1.454.703

100 %




أهمية الغلاف المائي:

يعد الماء أحد أهم الموارد الطبيعية، فهو نبض

الحياة على الأرض، وبدون المياه العذبة الصالحة للاستخدامات المختلفة لا

يمكن أن يتم أي تطور زراعي، أو صناعي، أو حياة بشرية مستقرة متطورة

باستمرار، فالماء يعد من أهم الثروات الطبيعية التي وهبها الله سبحانه

وتعالى للبشرية، ويدل على هذه الحقيقة الهامة قوله تعالى: )أَوَلَمْ

يَرَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا

رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ

أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ[ (الأنبياء 30).





والدلائل على أهمية الماء كثيرة جداً ويصعب إحصائها، ومن هذه الدلائل:

1- ذكر الماء في جميع الكتب السماوية، وفي القرآن الكريم أكثر من (64) آية ذكر فيها الماء.

2- الماء هو المادة الوحيدة على سطح الكرة الأرضية، التي تتمتع بالديناميكية، وتوجد بحالات ثلاث، سائلة وغازية وصلبة.

3- ضروري لكافة الكائنات الحية، النبات والحيوان والإنسان.

4- برغم كل التقدم التقني الذي بلغته البشرية

فإنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى صناعة أو تركيب سائل يشبه الماء الطبيعي

في خصائصه، أو يعوض عنه.

5- الإنسان لا يستطيع العيش من دون ماء أكثر من

ثلاثة أيام، وهو يحتاج من 2- 3 لتر ماء للشرب يومياً، ومئات اللترات، بل

الآلاف في الاستخدامات المنزلية والصناعية والزراعية وغيرها.

6- نقص المياه بنسبة 15% في جسم الإنسان تعرضه للخطر وربما الموت.

7- نشأت معظم الحضارات القديمة بجانب مصادر المياه.

8- يشكل الماء نحو 80 % من دم الإنسان.

9- يشكل الماء نحو 80 % من وزن الكثير من أنواع الخضار والفاكهة.

10- يشكل الماء نحو 70 % من وزن اللحم.

11- يشغل نحو 75 % من مساحة الكرة الأرضية.

12- باختصار الماء أرخص موجود وأغلى مفقود.

استخدامات المياه والخصائص الفيزيائية والكيميائية لها:

يمكن تعريف الماء

بأنه سائل شفاف يتميز بخصائص فيزيائية وكيمائية، وليس له طعم ولا لون ولا

رائحة، عندما يكون نظيفاً، وفي الحالة الطبيعية له، ولكن تغير هذه الصفات،

يعني أن الماء تعرض للتلوث، و لتغير خصائصه كلها أو بعضها بشكل أو بآخر، ومن أهم خصائص الماء نذكر:

1 - الخصائص الفيزيائية ومنها:

أ - اللون، المياه النظيفة شفافة لا لون لها.

ب- العكر، أو العكارة، وتتعلق بالمواد العالقة الموجودة في الماء.

ج- الطعم، المياه النظيفة لا طعم لها وقد يتغير طعم الماء بسبب تعرضه لمؤثرات خارجية.

د- الرائحة، المياه النظيفة العادية لا رائحة لها، ووجود الرائحة دليل على التلوث.
هـ- درجة الحرارة، درجة حرارة المياه العادية المقبولة للشرب تتراوح بين 8 - 11 مْ.
2 - الخصائص الكيميائية ومنها:
أ - درجة القلوية أو الحموضة، وتسمى بالعامل الهيدروجيني، أو الباهاء (PH
والرقم الهيدروجيني ينحصر بين (0- 14) والقياسي يساوي 7، أقل من 7 يعني
زيادة الحموضة، وأكثر من 7 يعني زيادة القلوية. والمياه المفضلة للشرب تكون
درجتها من 7 - 8.5.
ب - الأكسجين الحيوي المستهلك (B O D
وهو الأكسجين الذي تستهلكه الكائنات الحية الدقيقة في المياه، ويقاس في
درجة حرارة ثابتة هي 20 مْ، وخلال خمسة أيام، وتغير كميته يرتبط بعدة
عوامل.
ج - الأكسجين الذائب أو المنحل (D O
ووجوده في الماء ضروري لاستمرار حياة الكائنات الحية المائية، ومعدل
تركيزه في مياه الأنهار يجب أن لا تقل عن (5) ملغ في اللتر، و ترتبط مصادره
وكميته بعدة عوامل أيضاً.
د - خصائص كيميائية أخرى مثل وجود المعادن كالحديد والنحاس، وعناصر أخرى بكميات ومعدلات محددة لكل منها.
3 - خصائص المياه الصالحة للشرب:
من أهم خصائص المياه الصالحة للشرب أن يكون:
1- عديم الطعم والرائحة واللون.
2- خالياً من الجراثيم والبكتريا والفطريات والكائنات الدقيقة وغيرها.
3- خالياً من المواد الصلبة والعالقة.
4- أن تكون درجة الحموضة والقلوية مناسبة. والجدول ( 8) يبين مواصفات الماء الصالح للشرب([1]).

الجدول (8) مواصفات الماء الصالح للشرب (ملجم/لتر).


اسم المادة


الحد المناسب

ملجم / لتر

أعلى حد مسموح ملجم / لتر

المواد الصلبة
500
1500
الحديد
0.10
1.0
النحاس
0.05
1.5
المنجنيز
0.05
0.50
الخارصين
5.0
15.0
الكالسيوم
75
200
الماغنسيوم
30
150
الكبريتات
200
400
الكلوريدات
200
600
الأس الهيدروجيني (PH)
7 - 8.5
9.2
الفينولات
100
00
مجموع المواد المسببة للعسر (كربونات الكالسيوم)

500
البكتريا
أقل من 1 في ملتر

[/center]


استخدامات المياه:
إن مجالات استخدام المياه كثيرة ومتنوعة، وهي
تختلف من بلد لآخر ومكان لآخر، تبعاً لعدة عوامل منها، مدى توفر المياه،
وأنماط التنمية السائدة، الاقتصادية والاجتماعية، ومن هذه المجالات:
أ - في الأغراض المنزلية، كالشرب والطبخ والغسيل الخ، وتقدر نسبتها بنحو 8 % من المياه العذبة المستهلكة في العالم.
ب - في الزراعة، وتعد الزراعة من أكثر الأنشطة
الاقتصادية استهلاكاً للمياه، وتستهلك نحو70 % من إجمالي المياه المستهلكة
في مختلف المجالات على مستوى العالم.
ج - في الصناعة، الماء عنصر ضروري لمعظم أشكال
الصناعة، التي لا يمكن أن تقوم وتتطور بدون توافر الماء، والصناعة تستهلك
نحو 25 % من المياه المستهلكة على مستوى العالم.
د - في توليد الطاقة، من المحطات الهيدروحرارية في السدود المائية.
هـ - في الصيد النهري والبحري.
و - وسيلة للنقل عبر الأنهار والبحار والمحيطات.
ز - في السياحة والاستجمام والرياضة كالتزلج والسباحة وغير ذلك.
ح - في الاستشفاء والمعالجة الطبية من بعض الأمراض، وبخاصة المياه المعدنية.
مصادر تلوث الماء:
على الرغم من أهمية المياه، وحاجة كل كائن حي
لها، فقد انقضت فترة طويلة من الزمن، والناس لا يبالون ولا يهتمون بهذه
الثروة العظيمة، إلى أن وصلت إلى ما هي عليه من هدر وتلوث، مما جعل العالم
بأسره يواجه هذه الأيام أزمة العجز المائي الناتج عن نقص المياه من جهة،
وتلوثها من جهة أخرى.
ويمكن تعريف تلوث الماء بأنه: تغيّر في
الخصائص والصفات الفيزيائية أو الكيميائية أو غيرها مما يجعل الماء غير
صالح للاستخدامات المرجوة منه، في الشرب أو الاستخدامات المنزلية، أو
الصناعة، أو الزراعة، أو غيرها، سواءً أكان هذا التلوث من مصادر ولأسباب طبيعية، أم من مصادر ولأسباب بشرية.
1- المصادر الطبيعية ومنها:
أ - السيول:
تحدث السيول بعد هطول الأمطار أو عقب ذوبان
الثلوج، وذلك باختلاف الموقع، ويكون خطر هذه السيول وشدتها أكبر في المناطق
الجبلية والمناطق الجافة وشبه الجافة، وهذه السيول تحمل معها الطمي والحصى
والمواد العضوية وغير العضوية، وبعض الكائنات الحية أو النباتات العالقة
في هذه السيول، مما يؤدي إلى تلوث المياه المعرضة للسيول كالأنهار أو
البحيرات أو غيرها من المسطحات والمصادر المائية، وتصبح هذه المياه عكرة
وملونة بألوان المجروفات والمواد التي تحملها، وغالبا ما يكون اللون الأحمر
الناجم عن التربة التي يشتد تأثير السيول والجريان المائي فيها، بسبب
القضاء على الغطاء النباتي وتخريبه، والتلوث بالسيول بالطبع يؤثر سلبا في
نوعية المياه وخصائصها ويجعلها غير صالحة لبعض الاستخدامات المعتادة.
ب - البراكين:
تعد البراكين من المصادر الطبيعية لتلوث المياه،
عندما تثور في المياه، أو بالقرب من مصادر المياه، وتنتهي الكثير من
مقذوفاتها بشكل مباشر أو غير مباشر إلى المسطحات المائية، ومن هذه
المقذوفات أكاسيد الكربون والنتروجين والكبريت، والرماد البركاني وغيره،
كما يعد الغبار والجزيئات المعلقة في الهواء مصدرا من مصادر تلوث المياه،
حيث تنقلها الرياح من مكان لآخر، وتسقط فوق المسطحات المائية، إما بشكل جاف
بحسب أنواعها وأحجامها، أو بشكل رطب مع مياه الأمطار أو الثلوج، وتحمل
معها هذه الجزيئات والملوثات إلى المياه، كما هو الحال في الأمطار الحمضية
مثلا.

2- المصادر البشرية ومنها:
أ - التلوث بمخلفات الصرف الصحي المنزلي:
وهذا التلوث ناجم عن صرف المخلفات البشرية إلى
المياه عبر شبكة الصرف الصحي، وتشمل مخلفات المنازل والفنادق والمشافي
والمطاعم وجميع المؤسسات أو المنشآت المشابهة لها، وهذه المخلفات تحوي بشكل
عام مخلفات البشر في الحمامات ودورات المياه والمطابخ وأعمال الشطف
والتنظيف، وما ينتج عنها من غائط وبول وصابون ومنظفات وبقايا الطعام،
وأعداد كبيرة من الجراثيم والبكتريا والفيروسات والخمائر والفطور وغيرها.
ومعظم هذه المخلفات هي بقايا ومواد عضوية، وبعضها غير عضوية ومعدنية
وكيميائية وغيرها، وهذه المواد تختلف في كميتها ونوعها وتأثيرها باختلاف
عدة أمور منها، طبيعة حياة السكان، ومستواهم الحضاري، ووعيهم البيئي، ومدى
توافر المياه وطرق الاستفادة منها.
ومن المعروف أن زيادة أعداد السكان، وتحسن مستوى
المعيشة، وتوافر شبكات المياه العذبة، ومجاري الصرف الصحي للتخلص من المياه
العادمة المنزلية، زاد من كميات المياه المستهلكة والملوثة، التي تلقى إلى
المياه والبيئة دون معالجة تذكر، ومما يزيد الأمر سوءاً صرف مياه الصرف
الصناعي في نفس شبكات الصرف الصحي، ولا يجري الفصل بين الصرف الصحي المنزلي
والصرف الصحي الصناعي، وفي كلا الحالتين فإن هذه المخلفات تسبب أضرارا
كبيرة بالمياه وتلوثها، وإصابة الإنسان وغيره من الكائنات الحية بأمراض
كثيرة.
ب - التلوث بالمخلفات الصناعية:
لأن معظم الصناعات تحتاج إلى كميات كبيرة من
المياه، من أجل تبريد المحركات، وتصنيع المواد الأولية وتحويلها إلى مواد
مصنعة، فقد قامت معظم هذه الصناعات بالقرب من مصادر المياه، و بالتالي فإن
هذه المصانع تلقي بمخلفاتها إلى هذه المصادر المائية، وتختلف هذه المصانع
في مدى حاجتها للمياه، وفي كمية الملوثات الملقية منها إلى المياه أيضا،
باختلاف عدة عوامل منها، نوع الصناعة، ونوع المواد الأولية المستخدمة
وكميتها، ونوع المواد المصنعة وكميتها، وأساليب الإنتاج، ومدى اعتماد
الدورات الصناعية المغلقة، والاستفادة من التقدم التقني، ووسائل
التكنولوجيا النظيفة بيئياً.
وأهم الصناعات الملوثة للمياه، صناعة الورق،
وصناعة المواد الكيميائية، والبلاستيكية، وتصنيع ودبغ الجلود والفراء
والأصواف، والأصباغ والدهانات وغيرها الكثير، وجل هذه الصناعات تسبب في
إلقاء كميات كبيرة من الملوثات العضوية وغير العضوية والمعدنية
والكيميائية، والكثير منها مواد سامة وتحتاج إلى فترة طويلة جدا للتحلل
والتفكك، وأخطر هذه الملوثات، ما يسمى بالمعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق
والكادميوم وغيره. لقد غدت المصادر المائية في الكثير من مناطق العلم تئن
تحت وطأة التلوث سواء في العالم المتقدم، أو النامي أو المتخلف، مثل البحر
المتوسط، وبحر البلطيق، والبحر الأحمر، والخليج العربي، وقس على ذلك
الأنهار الكبيرة والصغيرة في العالم، كنهر الراين الذي تلقى إليه الكثير من
المخلفات الصناعية في جميع دول أوروبا الغربية التي يمر بها، ونهر بوتاماك
الذي تلقى إليه مخلفات مدينة واشنطن، وكذلك تلوث البحيرات الكبرى في
الولايات المتحدة الأمريكية، وحتى بحيرة البايكال في سيبريا بشرق روسيا
والتي كانت توصف بأنها أعذب بحيرة في العالم لم تخل من التلوث الصناعي،
وبخاصة مخلفات صناعة الورق.
ج - التلوث بالمخلفات الزراعية:
إن الكثير من المخلفات الزراعية
تصرف إلى شبكات الصرف الصحي أو المنزلي، أو إلى شبكات منفصلة،تنتهي أو تصل
في كثير من الأحيان إلى المصادر المائية وتسبب تلوثها، ومثل هذا التلوث
ينجم أيضا عن المخصبات والأسمدة المعدنية، كأسمدة اليوريا أو الآزوتية
أوالفوسفورية أوالمركبة، وكذلك من جراء استخدام الأسمدة العضوية (الدبال)
وما فيها من مواد يمكن أن تنتقل إلى المياه، ومن استخدام المبيدات
الكيميائية المختلفة ورش المزروعات بها للقضاء على الحشرات والآفات أو
الأعشاب الضارة، كما أن منشآت تربية الحيوانات والطيور والدواجن وزرائبها،
وما ينتج عنها من روث ومخلفات مختلفة، كل هذه المخلفات والملوثات يمكن أن
تنتقل إلى المياه وتسبب تلوثها وتغيير صفاتها وجعلها غير صالحة للكثير من
الاستخدامات.
د - تلوث المياه بالمواد المشعة:
إن مصادر تلوث المياه بالمواد المشعة كثيرة ومتنوعة، وهي نفسها التي تلوث الغلاف الغازي، والتربة والنبات، ومن هذه المصادر نذكر:
- التجارب النووية، ولاسيما في أعماق البحار والمحيطات.
- نفايات مفاعلات الطاقة النووية، ولاسيما السائلة التي تلقى إلى الأنهار أو البحار أو البحيرات.
- النفايات الناجمة عن الكوارث النووية، في المفاعلات الذرية، أو الغواصات النووية أو غيرها.
- النفايات التي يمكن أن تتسرب أثناء نقل النفايات النووية، وبخاصة عبر المياه.
- النفايات التي يمكن أن تتسرب من مستودعات وأماكن تخزين المواد أو النفايات النووية.
- دفن النفايات النووية، والتخلص منها بوضعها في
حاويات خاصة وإلقائها في أعماق البحار والمحيطات، سواء تمت هذه العملية
بشكل علني، أو بشكل سري وهذا ما يحدث غالبا، وتصبح هذه الحاويات بمثابة
قنابل موقوتة معرضة للعطب أو الانفجار في أي لحظة.
هـ - التلوث الحراري:
يمكن تعريف هذا التلوث
بأنه تغيير، أو زيادة درجة حرارة المياه أكثر من الحرارة الطبيعية
والمعتادة، مما يؤدي إلى تغيير خصائص المياه، وإحداث تأثيرات سلبية في
النظام البيئي لهذه المياه، وأضرار بالكائنات الحية التي تعيش فيها، أو
تتغذى أو تشرب منها.
والسبب الرئيسي لهذا التلوث الحراري إلقاء المياه
الحارة المستخدمة في تبريد المحطات الحرارية، وتبريد الآلات في المصانع
المختلفة القائمة على ضفاف الأنهار والبحيرات، أو على شواطئ البحار
والمحيطات، وهذه المحطات والمصانع تحتاج كميات كبيرة من المياه لتبريد
آلاتها، ثم تصرفها إلى المصادر المائية وقد ارتفعت درجة حرارتها بشكل كبير،
وتظهر المناطق الملوثة حراريا بشكل واضح بقياس درجة حرارتها، أو من خلال
صور الاستشعار عن بعد حيث تظهر على شكل بقع مميزة، أو من خلال تأثيرها في
الكائنات الحية وبخاصة الأسماك.
و - التلوث بالمخلفات الطبية السائلة:
وهي مياه الصرف الصحي من المشافي، والمؤسسات
والمرافق الطبية، وهذه المخلفات تحوي الكثير من الفيروسات، والمكروبات
الممرضة، والسوائل الكيميائية الخطيرة، والمخلفات الدوائية والصيدلانية،
والمخلفات المشعة، والمعادن الثقيلة وغيرها، وأخطر هذه المخلفات تلك
المستخدمة في علاج أمراض أورام السرطانات، لأن هذه المخلفات قد تسبب إحداث
طفرات وتشوهات للكائنات الحية، وحدوث مشكلات في معالجة هذه النفايات.
ولا ننسى أخيرا أن المياه يمكن أن تتلوث بملوثات
أخرى كثيرة منها، التلوث بالقمامة والنفايات الصلبة، التي تلقى في المياه
وكثيرا ما نشاهد بالعين المجردة أكياس النايلون، وقطع البلاستيك، والخشب،
وبقايا الطعام، والنباتات، وجثث الكائنات الحية النافقة وغيرها تطفو على
سطح المياه، بينما ما خفي منها- في الأعماق - أعظم.
ز - تلوث المياه (وبخاصة البحار والمحيطات) بالنفط:
أصبح النفط عصب الحياة الحديثة، ويستخدم في معظم
أنحاء الكرة الأرضية في البر والبحر، ويكاد لا يسلم مكان من وجوده أو وجود
مشتقاته المستخدمة في مجال الطاقة والصناعة، وهي تنتقل بشكل أو بآخر إلى
الأنهار والبحيرات، والمسطحات المائية العذبة والمالحة، وتسبب تلوثها بهذا
القدر أو ذاك، ولكن هذا التلوث يشكل ظاهرة مثيرة للانتباه في البحار
والمحيطات العالمية، بحكم حجم كمية البترول المستخرج منها أو المنقول
عبرها، ويقدر أن كمية النفط التي تلقى سنوياً في مياه البحار والمحيطات
العالمية تبلغ قرابة 10 مليون طن، وهذا عائد إلى زيادة كمية النفط المنقول
عبر البحار والمحيطات، والمقدر بأكثر من 3000 مليون طن في السنة، حيث إن
قرابة 80 % من النفط العالمي ينقل عبر البحار والمحيطات في أكثر من 7000
ناقلة، إضافة إلى الأنابيب المارة عبر البحار والمحيطات، والشكل (28) يبين
الطرق الرئيسة لنقل النفط وحجمها. وأسباب تلوث المياه بشكل عام، ومياه
البحار والمحيطات بشكل خاص، بالنفط كثيرة أهمها:
1 - حوادث ناقلات النفط:
يتجلى خطر حوادث ناقلات النفط من تزايد كمية
النفط المنقول فيها، وتزايد حمولتها، فقد كان وسطي حمولة الناقلة منها في
خمسينيات القرن العشرين 15 ألف طن فقط، أما حالياً فإن متوسط حمولة الكثير
من هذه الناقلات يزيد عن 200 ألف طن !، أما أسباب هذه الحوادث فمختلفة،
وأهمها الجنوح في أماكن ضحلة المياه، والاصطدام، والانفجار، والحرائق،
والأعطال الخ، والجدول ( 9) يبين أهم حوادث الناقلات، ومكان الحادث
وتاريخه، وكمية النفط المتسرب.
2 - حوادث منصات وآبار النفط البحرية:
إن عمليات التنقيب عن البترول واستخراجه من
البحار والمحيطات، حيث يقدر البترول المستخرج منها بنحو 15 %، من إنتاج
النفط العالمي، إضافة إلى عمليات تحميل وتفريغ النفط مما يؤدي في كثير من
الأحيان إلى تسرب النفط، بشكل مباشر أو غير مباشر، ومثل هذه الحوادث التي
حصل فيها تسرب النفط من الآبار، أو المنصات البحرية كثيرة، في الخليج
العربي، وخليج المكسيك، وبحر الشمال وفي غير مكان من العالم.
3 - تسرب النفط أثناء تنظيف ناقلات النفط في أعماق البحار أو بالقرب من الموانئ.
4 - تسرب النفط مع مياه الصابورة (مياه التوازن)،
التي تحمل بها الباخرة عندما تكون فارغة من أجل المحافظة على توازنها
أثناء عودتها إلى أماكن التحميل.
5 - تسرب النفط من معامل ومحطات تكرير النفط، ومن محطات التزود بالوقود، ومحطات أو ورش صيانة المحركات الخ....
6 - تسرب النفط من أنابيب نقل النفط التي قد تتعرض لحوادث في اليابسة أو البحار.
7 - الانسكاب المتعمد للنفط، حيث إنه في بعض
الحالات قد يتعمد صاحب الناقلة أو قبطانها، إلى تفريغ حمولة الناقلة
لإنقاذها من الغرق هي وطاقمها، وقد تكون الناقلة قديمة وتحتاج إلى صيانة
ومصاريف، فيتم إغراقها بحملتها للحصول على تعويضات ومكاسب من شركات
التأمين.
5- الآثار الناتجة عن تلوث المياه:
نستطيع التمييز بين عدة آثار وعواقب ناجمة عن
تلوث المياه، وهذه الآثار ترتبط بكل نوع من أنواع التلوث المذكورة سابقا،
وبالطبع هذه التأثيرات تنتقل من كائن حي إلى آخر عن طريق السلسلة الغذائية،
من التربة إلى النبات ومن النبات إلى الحيوان والإنسان، ومن المياه إلى
النباتات المائية (الفيتوبلانكتون)، وإلى الأسماك والرخويات والقشريات،
ومنها تنتقل إلى الإنسان الذي يتغذى بها، ويمكن إيجاز تلك الآثار بالأمور التالية.
- إن مخلفات الصرف الصحي المنزلي مثلا، تضر
بالكائنات الحية المائية، وتنتقل إلى الإنسان وتسبب له أمراضا مختلفة منها
السرطان والكوليرا والتيفوس.
- أما مخلفات الصرف الصناعي والتلوث الصناعي،
وبخاصة المعادن الثقيلة التي تعد من أكثر المخلفات الصناعية خطرا بسبب
قدرتها الاستقلابية، وزيادة تركيزها في أجسام الكائنات الحية، ومنها
الزئبق، وتناوله من قبل الإنسان يسبب له التسمم والإصابة بمرض ميناماتا -
نسبة إلى خليج ميناماتا في اليابان - وهذا المرض يصيب الجهاز العصبي
للإنسان ويسبب له اضطرابات عصبية حركية وبصرية، وربما يؤدي إلى وفاته
بالنتيجة.
[/center]
تسلسل
اسم الناقلة
المكان المتأثر بالتلوث
كمية النفط المتسرب / طن
تاريخ وقوع الحادث
1
توري كانيون
شواطئ فرنسا وبريطانيا
50000
مارس 1967
2
سي ستار
خليج عمان
120000
ديسمبر 1972
3
يعقوب مياسك
البرتغال
84000
يناير 1975
4
أور كيولز
اسبانيا
100000
مايو 1976
5
هاويين باتريون
هاواي
99000
فبراير 1977
6
آموكو قاديس
فرنسا
228000
مارس 1978
7
آندي بندنتا
تركيا
95000
نوفمبر 1979
8
ارنيس سيرنادا
اليونان
102000
فبراير 1980
9
كاستيللو سولفر
جنوب إفريقيا
256000
أغسطس 1983
10
نوفا
إيران
71000
ديسمبر 1985
11
برير
جزر شيكلاند البريطانية
85000
مارس 1993
-
المجموع
-
1516000
-
- وتأثير المواد المشعة الموجودة
في المياه، ينتقل إلى الكائنات الحية، ومن ثم إلى الإنسان إما عن طريق
اللمس والتماس أثناء السباحة أو الصيد في المياه، أو عن طريق التنفس
واستنشاق المواد المشعة، أو عن طريق الطعام وتناول لحوم الأسماك والقشريات
والرخويات الملوثة بالإشعاع.
الجدول (9) أهم حوادث الناقلات التي تسببت في تدفق النفط في مياه البحار([2]).
- أما التلوث الحراري للمياه فإنه يؤدي إلى نقص
كمية الأكسجين الذائب أو المنحل في المياه، وهذا يؤثر سلبا في حياة معظم
الكائنات الحية المائية، التي تحتاج إلى فترة معينة للتكيف .


مع التلوث الحراري، وقد لا تستطيع التكيف فتهاجر
أو تموت، وهذا ينطبق على الأسماك التي لا تتحمل درجات حرارة أعلى من 35 مْ،
وعلى سمك الترويت بالدرجة الأولى الذي لا يستطيع العيش في درجات حرارة
أعلى من 25 مْ.
وبشكل عام فإن التلوث الحراري للمياه يؤدي إلى
حدوث خلل في دورة تكاثر الكائنات الحية، وفي السلسلة الغذائية، وفي توازن
واستقرار النظام البيئي المائي.
أما الآثار أو العواقب الناتجة عن تلوث مياه البحار والمحيطات بالنفط، فهي كثيرة أيضاً ويمكن إجمالها في الأمور التالية:
- عرقلة أو إعاقة مياه البحار والمحيطات عن
القيام بدورها في حفظ التوازن البيئي، حيث إن هذه المحيطات في الأحوال
العادية تمتص ثاني أكسيد الكربون (CO2)، وتمتص ذلك 50 % من كمية الأشعة الشمسية الواصلة إلى سطح الأرض، وهي تطلق الأكسجين (O2
وتقوم النباتات المائية بعملية التركيب الضوئي، وعندما تتلوث هذه المحيطات
بالنفط، فإن النفط يشكل طبقة رقيقة فوق سطح المياه، وهذه الطبقة تعيق
امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وامتصاص الأشعة الشمسية، وتعيق إطلاق الأكسجين
والقيام بعملية التركيب الضوئي، وعرقلة كل هذه الأمور يؤدي إلى حدوث خلل في
التوازن البيئي، وحدوث تغييرات مناخية وغير ذلك.
- النفط الذي يلوث المياه، يعمل في نفس الوقت
كمذيب لبعض المواد التي تلقى في المياه مثل المبيدات الكيميائية والمنظفات
وغيرها وبالتالي زيادة تركيز هذه الملوثات وزيادة مخاطرها.
- كما يمكن أن تحدث بعض التفاعلات الكيماضوئية
لبقعة الزيت الطافية، وذلك بفعل الأشعة الشمسية ووجود الأكسجين والمعادن
الثقيلة وغيرها مما يؤدي إلى تأكسد هذه المركبات وتغير خصائصها.
- التلوث النفطي، يخرب الحالة البيئية والبيولوجية والجمالية والسياحية للشواطئ، ويعرقل إمكانية الاستفادة منها.
- التلوث النفطي، يعرض الكائنات الحية البحرية،
وخاصة الأسماك للهجرة أو المرض أو الموت، وبسبب تعرضها للتلوث فإن تناولها
من قبل الإنسان قد يسبب له المرض والأذى.
- يزداد خطر
التلوث بالنفط عند اختلاطه مع ملوثات أخرى كمخلفات الصرف الصحي المنزلي
والصناعي والتجاري، وكذلك النفايات السامة والمشعة وغيرها، وتتفاعل هذه
الملوثات وتؤدي إلى مخاطر وأخطار بيئية وصحية لا يحمد عقباها.



لمحة عن المشكلة المائية في الوطن العربي والعالم:
لقد دأبت جميع الدراسات والأبحاث على التحذير من تفاقم أزمة المياه في الوطن العربي لأسباب متعددة ونذكر منها:
1- الظروف المناخية القاسية، حيث أن 70 – 80 % من مساحة الوطن العربي تقع في المناطق الجافة وشبه الجافة.
2- الوطن العربي يقع في منطقة تتميز بارتفاع
درجات الحرارة، وانخفاض الرطوبة النسبية، وزيادة التبخر من المسطحات
المائية، ومن الأراضي الزراعية المروية، حيث تكون كمية التبخر أكبر من
الأمطار في معظم أراضي الوطن العربي.
3- الوطن العربي يفتقر عموما إلى شبكات مائية كبيرة وأنهار دائمة الجريان.
4- الأنهار الكبرى التي تجري في الوطن العربي
كالنيل ودجلة والفرات تستمد منابعها ومعظم مياهها من خارج أراضيه وهذا
الأمر يؤثر سلبا على الأمن المائي العربي.
5- النمو السكاني المتزايد، والطرائق التقليدية
في استخدام المياه في الوطن العربي، مما يزيد من حدة هذه المشكلة، ويؤدي
إلى انخفاض حصة المواطن العربي من المياه العذبة المتاحة باستمرار.
6- إن الدول العربية في معظمها تعاني، من نقص
مصادر المياه الجارية المتجددة، وكذلك المياه الجوفية التي لا تكفي لتأمين
حاجات المواطنين من مياه الشرب والمياه اللازمة للزراعة والصناعة
والاستخدامات الأخرى.
ويقدر إجمالي الموارد المائية المتجددة المتاحة في الوطن العربي بنحو 340 مليار متر مكعب في السنة، وتتجدد هذه الموارد المائية بفعل الأمطار التي تهطل بشكل مختلف من منطقة إلى أخرى وبشكلٍ غير منتظم.
وبحسب التقديرات العالمية فإن حاجة الفرد من المياه، تبلغ 1700 متر مكعب في السنة،
وهذه الكمية غير متوافرة في أي بلد عربي، باستثناء العراق الذي يقترب من
هذا الرقم قليلا، أي نحو 1650 متر مكعب للفرد في السنة، ويعاني من نقص
المياه كل من لبنان، والمغرب، وسورية، وسلطنة عمان، حيث يتراوح نصيب الفرد
من المياه فيها، بين 1000 إلى 1700 متر مكعب في السنة، أي أن هذه البلدان
العربية الخمسة فقط هي فوق خط الفقر المائي. بينما جميع البلدان العربية
الأخرى تعاني من ندرة المياه، أي أن حصة الفرد فيها من المياه أقل من 1000
متر مكعب وهي تحت خط الفقر المائي.
ومن المتوقع زيادة العجز المائي العربي لأسباب
كثيرة منها زيادة عدد السكان، واستنزاف المياه في الزراعة، وتلوث المياه،
وعدم كفاية التنسيق والتعاون العربي في هذا المجال، وعدم كفاية المشاريع
المائية المقامة كالسدود وقنوات الري، وعدم اتباع الطرائق السليمة في الري
مثل الري بالتنقيط والرذاذ، أضف إلى ذلك الأطماع الأجنبية وسرقة المياه
العربية من قبل إسرائيل وغير ذلك من الأسباب.
وعلى سبيل الذكر لا للحصر، ففي مصر مثلا
يتناقص نصيب الفرد من المياه سنة بعد أخرى، فقد بلغ 1150 مترا مكعبا عام
1986، وأصبح 942 م3 عام 1994، وحوالي 800 م3 عام 2000، وهذا أقل من حد
الفقر البالغ 1000 متر مكعب كما ذكرنا سابقا، ويقدر أن احتياجات مصر
المائية سوف تقفز من 70 مليار متر مكعب عام 2000 إلى 140 مليار عام 2030 م
بسبب زيادة عدد السكان في هذه الفترة.
وليس من الصعب إدراك أن تأمين هذه المياه ليس
أمرا سهلا أو متاحاً. إن أغلب مصادر المياه القليلة أصلا في الوطن العربي
يتم استخدامها بسرعة أكبر بكثير من قدرتها على التجدد، واختلال التوازن بين
الموارد المائية المتاحة والطلب المتزايد عليها هو من أخطر التحديات التي
تواجه الوطن العربي.
هذا ولا يتجاوز متوسط حصة الفرد العربي من المياه
في مختلف المجالات 730 مترا مكعبا في السنة، وهذا المعدل هو دون حد الفقر
المائي، وهو منخفض جدا بالمقارنة مع وسطي ما يستهلكه الفرد في العالم
والبالغ نحو 13000 م3، بينما يبلغ نحو 18500 متر مكعب في الولايات المتحدة
الأمريكية، ونحو 23000 في أمريكا اللاتينية، ومع زيادة العجز المائي العربي
كما هو متوقع فإن ذلك سيؤدي من دون أدنى شك إلى عواقب بيئية خطيرة، تنعكس
سلبا على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والصحية وعلى مختلف مناحي الحياة
الأخرى.
وإذا كانت الموارد المائية السطحية تشكل نحو 85 %
من مجموع الموارد المائية المتاحة في الوطن العربي، يصل منها نحو 60 % من
خارج الوطن العربي. فإن المياه الجوفية تشكل نحو 15 % فقط من الموارد
المائية المتاحة في الوطن العربي، وفي الوطن العربي توجد أحواض مائية جوفية
إقليمية يبلغ عددها نحو 25 حوضا مائيا، منها أحواض واسعة الانتشار، يمتد
بعضها إلى خارج الوطن العربي، وتشكل مخزونا مائيا مهماً، وتلجأ بعض
الحكومات العربية إلى سحب كميات كبيرة من مياه هذه الأحواض الجوفية، كما
حدث في ليبيا حيث تم تنفيذ مشروع النهر الصناعي العظيم، الذي يهدف إلى مد
مدن الساحل الليبي مثل طرابلس الغرب وبنغازي وطبرق بالمياه العذبة، والمصدر
الأساسي لهذه المياه العذبة هو المياه الجوفية داخل الصحراء الليبية
الجنوبية، ويقدر أن المخزون من هذه المياه يكفي لتلبية حاجات ليبيا من
الماء لمدة تتراوح بين 50 و100 سنة.
كما أن البلاد العربية تحاول تامين حاجتها من المياه بطرق مختلفة منها:
- بناء السدود المختلفة الأحجام والأهداف.
- وقد اتجهت بعض البلدان العربية إلى معالجة مياه الصرف الصحي واستغلالها في الزراعة.
- وكذلك تحلية مياه البحر والاستفادة منها خاصة في بعض بلدان الخليج العربي.
- ترشيد استخدام المياه، وإتباع طرق علمية صحيحة في استخدام مصادر المياه.
- رفع أسعار المياه، وتنظيم آلية الحصول عليها وفرض ضرائب وعقوبات على من يلوثها.
- البحث عن مصادر جديدة، والكشف عن المياه الجوفية، ومعرفة كميتها وتخطيط الاستفادة منها.

وعلى المستوى العالمي:
فإن المياه العذبة تشكل نسبة ضئيلة من مجموع
المياه الموجودة على سطح الكرة الأرضية، ولا تزيد هذه النسبة عن 3 % منها،
ومعظم هذه المياه مخزونة في الكتل الجليدية في المناطق القطبية، وهذا يعني
أن المياه العذبة ليست متوافرة بين يدي البشر. ونحو 97 % من مياه الكرة
الأرضية موجودة في مياه البحار والمحيطات وهي مياه مالحة، لذلك فإن مياه
الينابيع والأنهار والبحيرات والمياه الجوفية، هي أهم موارد المياه العذبة،
وأحيانا فإن استغلال هذه المياه لا يخلو من الصعوبات، فالكثير من أنهار
العالم لا يستغل بشكل جيد، وتضيع مياهها في البحار أو الغابات أو الأدغال
دون أن تتحقق الفائدة المرجوة منها، في وقت تعاني البشرية من نقص حاد في
كمية المياه العذبة الصالحة للشرب والاستخدامات البشرية الأخرى.
وتشير أحدث الإحصاءات إلى أن أكثر من مليار شخص
في العالم يعانون نقصاً حاداً في مياه الشرب النظيفة، كما أن حوالي نصف
سكان العالم لا يزالون يفتقرون إلى المياه الكافية لتوفير النظافة والصحة
العامة وتعزيزها.
وبحسب بعض التقديرات فإنه في عام 2025 م، سوف
يواجه نحو ثلثي عدد سكان العالم أزمات خطيرة من جراء نقص المياه النظيفة
التي يحتاجونها، وتعود هذه الأزمات إلى عدة أسباب أهمها تزايد الطلب على
مصادر المياه العذبة بفعل تزايد أعداد السكان الكبير، وكذلك بسبب تلوث
المياه، وزيادة الحاجة إليها في القطاع الزراعي والصناعي وغير ذلك.
وفي القرن العشرين تزايدت نسبة استهلاك المياه
بشكل كبير، ويقدر أن هذه الزيادة سوف تستمر في هذا القرن، وسيؤدي ذلك إلى
تفاقم حدة التنافس على المياه بين مختلف قطاعات الحياة المنزلية والزراعية
والصناعية، وتشير الدراسات إلى أن حاجة العالم إلى المياه العذبة المستخدمة
في هذه القطاعات سوف تفوق بحلول عام 2025 م كمية المياه المتوافرة بنسبة 5
%، وسوف يزداد هذا الوضع المأساوي تفاقماً بسبب التغيرات المناخية التي
يمكن أن تتعرض لها بعض مناطق العالم من جفاف أو من فيضانات مدمرة.
وفي الفترة الأخيرة، وبسبب الحاجة المتزايدة
للمياه، فقد باتت النزاعات على مصادر المياه فتيلا يهدد بتفجير صراعات
وحروب محلية وإقليمية، في الكثير من مناطق العالم، خصوصا على المياه
المشتركة بين عدة دول، ويتوقع الكثيرون أن يكون الماء لا النفط ولا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
♥™AhMeD SaM!R™♥
مراقب عام
مراقب عام
♥™AhMeD SaM!R™♥



التلوث المائى --:::::::::::::::::::::::::::::◄ Empty
مُساهمةموضوع: رد: التلوث المائى --:::::::::::::::::::::::::::::◄   التلوث المائى --:::::::::::::::::::::::::::::◄ Emptyالأحد 20 مارس 2011, 10:39 pm

- دور الجغرافية في حماية الموارد المائية وترشيد استغلالها:
تعكف الجغرافية على دراسة المياه دراسة شمولية
متكاملة، حيث تدرس الغلاف المائي كله، وتوزع المياه وكميتها المالحة
والعذبة، واحتياطي المياه ومدى كفايتها، ودراسة التوازن المائي، ومصادر
المياه والدورة المائية - الكبرى والصغرى - ومعرفة أي تغير تتعرض له هذه
الدورة، وارتباطها بكافة عناصر الغلاف الجغرافي (
Geosphere)
وانعكاس ذلك على الدورات الطبيعية الأخرى، وبالتالي على جميع مظاهر
الحياة، والجغرافية تسهم في دراسة العلاقة المعقدة بين الغلاف المائي و
مختلف عناصر الوسط المحيط، الحية والجامدة، ومدى تأثير الإنسان في الدورة
المائية من خلال عمليات الري المختلفة، وتحويل مجاري الأنهار وبناء السدود
والخزانات المائية الضخمة وغير ذلك، وتسهم في دراسة الأحواض المائية
النهرية بما في ذلك تلك الأحواض المشتركة بين الدول وحل النزاعات المتعلقة
بذلك، وتدرس العلاقة بين توزع المياه وتوزع السكان، وضمان الإدارة
المتكاملة للأراضي والمياه.

وتقوم الجغرافية بدراسة العوامل الجغرافية
الطبيعية والبشرية المعاصرة، التي أدت إلى حدوث تغير في النظام الجغرافي
للأحواض النهرية، وحدوث جفاف دائم، أو مؤقت للأنهار الكبيرة أو الصغيرة أو
فروعها أو البحيرات في أي مكان من العالم، ودراسة سبل وطرائق تأهيل هذه
المصادر المائية وإعادتها إلى وضعها الطبيعي. كجفاف بحر آرال في آسيا
الوسطى، حيث يعد من الأمثلة الواضحة لحدوث خللٍ بيئيٍ بلغ حد الكارثة،
والسبب في ذلك الاستخدام غير الصحيح لمياه نهري سرداريا وأموداريا مما أدى
إلى تناقص ثم انعدام المياه التي تغذي هذا البحر.

وكذلك دراسة تغير مستوى البحر الميت وأثر العوامل
الطبيعية والبشرية في التغيرات الإيكولوجية التي يتعرض لها هذا البحر،
كتناقص مساحته من 1000 كم2 إلى نحو 700 كم2 خلال فترة قصيرة، وكذلك دراسة
التأثيرات والعواقب البيئية السلبية التي يمكن أن تحدث من جراء تنفيذ أي من
المشاريع المقترحة لوصل البحر الميت بالبحر المتوسط أو البحر الأحمر. وقس
على ذلك في سورية حيث تعرضت الكثير من الأنهار كنهر بردى وبحيرتي العتيبة
والهيجانة، ونهر قويق وغيره، إلى جفاف دائم أو مؤقت، وإلى خلل بارز في
التوازن البيئي لهذه المصادر المائية.

ويظهر دور الجغرافيين الجلي على سبيل المثال، في
حماية الطبيعة بشكل عام والمياه بشكل خاص عندما تم الأخذ برأيهم عام 1986
في الاتحاد السوفييتي (السابق)، في وقف عملية تحويل مجارى الأنهار من
المناطق الشمالية إلى المناطق الجنوبية، بحيث ترك القرار النهائي
للجغرافيين في هذا الشأن.

إن الأنهار الصغيرة دائمة الجريان تتراوح أطوالها
عادة من بضعة كيلو مترات إلى بضعة عشرات الكيلومترات، ومساحة حوض كل منها
لا تتجاوز 2000 كم2، وهذه الأنهار هي من أكثر الأشكال المائية انتشاراً على
سطح اليابسة، وهي تغطي مساحات واسعة من الجبال والهضاب والسهول، ومعظم
الأنهار الصغيرة تشكل الجزء العلوي في نظام الجريان النهري، وهي بهذا تشكل
الأساس في البيوسينوز.



وتعد الأنهار الصغيرة من الموارد الطبيعية
الهامة، و لها دور حاسم في تطور النظام الجغرافي (الطبيعي والاجتماعي)
وتوازنه، وعلى ضفاف الأنهار الصغيرة عاش في الماضي ويعيش الآن أكبر عدد من
السكان سواءً في الريف أو في المدن، وهؤلاء من أقدم العصور يستخدمون مياهها
لتأمين حاجاتهم من مياه الشرب والغسيل والسقاية والاستجمام والسباحة
والصيد والاستخدامات الأخرى.

إن الأنهار الصغيرة من العوامل المهمة المؤثرة في
عمليات انجراف التربة ونقل الطمي والرسوبيات، وهي تؤثر وتتأثر بالعوامل
المناخية والبيولوجية والجيولوجية والجيومورفولوجية وغيرها، ولها دور مهم
في حياة كل إنسان وكل مجتمع وفي حياة الكثير من الكائنات الحية، وهي تؤثر
في المنظومة البيئية عامة، لذلك فليس من قبيل المصادفة أن تلقى المشكلات
التي تعاني منها هذه الأنهار كالاستنزاف والجفاف والتلوث المزيد من
الاهتمام من قبل قطاع واسع جدا من السكان العاديين ومن العلماء والمختصين
بما في ذلك الجغرافيين.

شكر خاص للدكتور الفاضل أ .د / نعيم بارود







المراجع والمصادر/
1- محمد محمود سلميان ،الجغرافيا والبيئة،المنشورات السورية ،دمشق،2009.
2- زكريا طاحون،التلوث خطر واسع الانتشار،القاهرة،2009.
3- موقع الموسوعة السورية علي شبكة الانترنت، مقال بدون تاريخ ومؤلف.
4- علي حسن موسي،التلوث البيئي ،بيروت ،2000م.


(1) سعدية محمد حسانين عيسى، فؤاد عبد الرحيم أحمد : صحة البيئة والغذاء، مكتبة الرشد ناشرون، الرياض 2006 م ـ،ص 93 .

1991 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MoHaMeD HuSseiN
المدير العام
المدير العام
MoHaMeD HuSseiN



التلوث المائى --:::::::::::::::::::::::::::::◄ Empty
مُساهمةموضوع: رد: التلوث المائى --:::::::::::::::::::::::::::::◄   التلوث المائى --:::::::::::::::::::::::::::::◄ Emptyالأحد 20 مارس 2011, 10:42 pm

جزاك الله كل خير ياصحبـىآ
المياه هى عصب الحياه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
♥™AhMeD SaM!R™♥
مراقب عام
مراقب عام
♥™AhMeD SaM!R™♥



التلوث المائى --:::::::::::::::::::::::::::::◄ Empty
مُساهمةموضوع: رد: التلوث المائى --:::::::::::::::::::::::::::::◄   التلوث المائى --:::::::::::::::::::::::::::::◄ Emptyالأحد 20 مارس 2011, 10:47 pm

جـزآنـآ الله وآيـآآك

منـور التوبيـكـٍُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وردة الرياح
جغرافى فعال
جغرافى فعال
وردة الرياح



التلوث المائى --:::::::::::::::::::::::::::::◄ Empty
مُساهمةموضوع: رد: التلوث المائى --:::::::::::::::::::::::::::::◄   التلوث المائى --:::::::::::::::::::::::::::::◄ Emptyالسبت 26 مارس 2011, 11:49 am

شكرا على الموضوع والمجهود الكبير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
♥™AhMeD SaM!R™♥
مراقب عام
مراقب عام
♥™AhMeD SaM!R™♥



التلوث المائى --:::::::::::::::::::::::::::::◄ Empty
مُساهمةموضوع: رد: التلوث المائى --:::::::::::::::::::::::::::::◄   التلوث المائى --:::::::::::::::::::::::::::::◄ Emptyالسبت 26 مارس 2011, 2:26 pm

آلشكــرـر لله وآحــده

منــورةٌ آلتــوبيــكــٌ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التلوث المائى --:::::::::::::::::::::::::::::◄
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى الرسمى لطلاب قسم الجغرافيا جامعة طنطا :: الجغرافيا الطبيعية :: الجغرافيا البيئية-
انتقل الى: