المنتدى الرسمى لطلاب قسم الجغرافيا جامعة طنطا
عزيزى الزائر ان كنت مسجل لدينا برجاء تسجيل الدخول وان كانت هذة هى زيارتك الاولى للمنتدى يسرنا بان تكون عضوا معنا معنا حتى تتمتع بكامل الصلاحيات
المنتدى الرسمى لطلاب قسم الجغرافيا جامعة طنطا
عزيزى الزائر ان كنت مسجل لدينا برجاء تسجيل الدخول وان كانت هذة هى زيارتك الاولى للمنتدى يسرنا بان تكون عضوا معنا معنا حتى تتمتع بكامل الصلاحيات
المنتدى الرسمى لطلاب قسم الجغرافيا جامعة طنطا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الجغرافيا للجميع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحروب العسكرية وأثرها علي فساد البيئة في المجتمعات الإسلامية --::::◄

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
♥™AhMeD SaM!R™♥
مراقب عام
مراقب عام
♥™AhMeD SaM!R™♥



الحروب العسكرية وأثرها علي فساد البيئة في المجتمعات الإسلامية --::::◄ Empty
مُساهمةموضوع: الحروب العسكرية وأثرها علي فساد البيئة في المجتمعات الإسلامية --::::◄   الحروب العسكرية وأثرها علي فساد البيئة في المجتمعات الإسلامية --::::◄ Emptyالخميس 01 أبريل 2010, 8:59 pm

الحروب العسكرية وأثرها علي فساد البيئة في المجتمعات الإسلامية --::::◄ P036_01_01


جنود
أمريكان
يعيش الإنسان منذ أن خلقه الله تعالى
في وسط (محيط) يستمد منه قوته وأسباب نموه الفكري والمادي والأخلاقي
والاجتماعي والروحي، وهذا الوسط هو ما يعرف بالبيئة وهو مفهوم يشمل كل
العناصر الطبيعية الحية وغير الحية التي تحيط بالإنسان وتعرف أيضا باسم
البيئة البيوفيزيائية.

لقد خلق الله عز وجل
الكون وبيئاته وأحكم صنعها بدقة ومتناهية من حيث النوع والكم والكيف
والخصائص فكل شيء عنده سبحانه بقدر معلوم، وقد أعطى جلت قدرته لكل عنصر
ومكون من مكونات الطبيعة حقه ودوره ومنهجه في الوجود، وأعطى للبيئة ككل
توازنها وقدراتها على استمرارية الحياة، قال تعالى:

(ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) (آل عمران:
191).

(وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها
وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين) (فصلت:10)

(والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء
موزون*وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين*وإن من شيء إلا عندنا
خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم) (الحجر: 19-20)

ألا توجهنا هذه الآيات الكريمة وآيات أخرى إلى خلاصة ما يقوله
البيئيون اليوم عن التوازن في الطبيعة وعن التضامن والتكامل والتكافل بين
النبات والحيوان والإنسان؟

كما أن السنة النبوية
الشريفة قد اهتمت بالبيئة والحفاظ عليها وحمايتها من التلوث في وقت السلم
ووقت الحرب ومن الأحاديث النبوية الكثيرة التي حثت على الاهتمام بالبيئة
قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا قامت القيامة وفي يد أحد منكم فسيلة
فليغرسها" رواه البخاري وأحمد(1).

وعلى هدى
الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى خليفته أبو بكر الصديق رضي الله عنه أسامة
بن زيد وجيشه في حروب الردة شمال الجزيرة قائلا: "لا تخونوا ولاتغلوا ولا
تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلا صغيرا ولا شيخاً كبيرا، ولا امرأة ولا
تعقروا نخلا ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة
ولا بعيرا إلا لمأكلة....."(2).

كما أن الشريعة
الإسلامية وضعت شروطاً يلتزم بها المسلمين أثناء الحرب وهى أن يحافظ
المسلمون على البيئة وحمايتها بأن لا يقتلوا الحيوانات ولا يقطعوا الأشجار
ولا يهدموا المساكن والبيوت وأماكن العبادة لعدوهم(3).

ويستطيع من يتمعن في قراءة تاريخ الحروب والصراعات منذ القدم وحتى
عصرنا الحالي، أن يخلص إلى حقيقة هامة، وهي أنه في معظم الحروب والنزاعات
كانت البيئة الضحية الأولى التي لا يلتفت إليها أي طرف من أطراف الصراع،
فبعد سكوت المدافع وتوقف آلة الحرب، وعودة العسكر إلى ثكناتهم وإعلان
المنتصر أو المنكسر، وإسدال الستار على فصل من مسلسل الصراعات الإنسانية
التي ليس لها نهاية، يبدأ الإنسان في النظر من حوله ليرى ما سببته الصراعات
وأوهام النصر وأحلام القوة من دمار بيئي.

ومنذ
بدء الخليقة والإنسان يعيش في صراع مع أخيه الإنسان، ويجتهد في ابتكار أقوى
وأشرس الأسلحة ليستخدمها في الحروب والصراعات التي يشنها، ويسقط في تلك
الصراعات العديد من الضحايا، إلا أن البيئة تعد من أهم الضحايا المجهولين
الذي لا يصدر عنه صوت ولا اعتراض في حال تعرضه لهجوم أو لاعتداء، فعلى
الرغم من براءتها وكونها تمثل فقط ما يمكن أن نسميه أرض المعركة إلا أنها
تعد من أبرز ضحايا الحروب وتزداد الخسائر الفادحة التي تتعرض لها البيئة في
حالات الحروب بمدى الخطورة والشراسة التي تتصف بها الأسلحة المستخدمة من
قبل الجيوش المتحاربة، حيث أن تنوع هذه الأسلحة لها مردود سلبي على البيئة.

ومن الأسلحة المتنوعة التي تستخدم في الحروب العسكرية ولها
تأثير سلبي على البيئة ما يلي:

1- الأسلحة
الثاقبة، وهي أسلحة بدائية كانت تستعمل في المعارك وجها لوجه، ومنها القوس
والسهم والرمح والحربة والسيف والسكين والفأس، وقد تطورت هذه الأسلحة إلى
نوع مألوف هو سلاح ناري يدفع قذيفة صغيرة حادة الرأس بسرعة كبيرة، وهذه
الأسلحة لا تترك أثرا ملموساً في البيئة مالم تستعمل على نطاق واسع جداً.

2- الأسلحة المتفجرة، ويتم تصميمها لإحداث ضرر مادى بواسطة
نبضات قوية من الطاقة المنبعثة من مركبات كيميائية تخضع لتفاعلات
احتراقية، وقد تنتقل الطاقة إلى الهدف في شكل موجة صدمية أو شظايا سريعة من
مادة تغلف المركب المتفجر.

3- الأسلحة الحارقة،
وقد صممت أصلا لإشعال حرائق في أجسام مستهدفة، أو لإحداث إصابات حارقة في
كائنات حية، بفعل الحرارة أو اللهب اللذين يصدرهما تفاعل كيميائي لمادة
تقذف إلى هدف، ومن هذه الأسلحة الحارقة المخيفة سلاح النابالم.

4- الأسلحة الكيميائية، وهى تعتمد على مواد كيميائية غازية أو
سائلة أو جامدة ذات تأثيرات سامة ومباشرة على الإنسان والحيوان والنبات
وتستعمل سميتها أحياناً لإحداث تأثيرات آنية، لشل حركة جند العدو وإنهاكهم
مؤقتاً، أو إسقاط أوراق الأشجار قبل الأوان، وتستعمل أحياناً أخرى كآلية
قاتلة.

5- الأسلحة البيولوجية، وتعتمد على وسائط
جرثومية، كالبكتريا والفيروسات، أو على سموم أو مواد ممرضة تنتجها كائنات
حية، ومن أغرب ضروب هذه الأسلحة قنبلة جرثومية عرقية تطورها إسرائيل
حالياً، يقال أنها تحوي جزئيات جرثومية معدلة وراثياً يمكن أن تصيب العرب
دون اليهود.

6- الأسلحة الإشعاعية، وهي تشبه
الأسلحة الكيميائية فيما عدا أن المواد المستخدمة فيها يكون مفعولها
إشعاعياً، أو سمّياً- إشعاعياً، وليس سمياً كيميائياً.

7- الأسلحة النووية، وهي التي ينتج مفعولها من تفاعلات متسلسلة
لانصهار نووي حراري أو انشطار نووي، وتجمع في تأثيرها بين الأسلحة الحارقة
والمتفجرة والمشعة ذات القوة الهائلة. وتعتبر الأسلحة الثاقبة والمتفجرة
والحارقة أسلحة تقليدية، أما الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية
فتعتبر من أسلحة الدمار الشامل(4).

8- القنابل
والألغام حيث أن هذه الأسلحة تستخدم بشكل غير قانوني ولها العديد من
التأثيرات على البيئة التحتية وأيضا على البيئة العامة مثل القنابل
العنقودية التي تحتوي على 147 ذخيرة حية وقنابل أصغر حجما ضد الدروع، وأيضا
قنابل النابالم تحتوي على 77 قنبلة حارقة، تستخدم فيها الكيروسين بدلا من
البترولز، كما يستخدم اليورانيوم المنضب والألغام الأرضية التي تؤثر تأثيرا
مباشرا على البيئة(5).

والواقع أن سوء الوضع
البيئي بسبب الحروب العسكرية يجتاح المجتمعات الإسلامية بشكل سيئ جداً عن
بقية مجتمعات العالم ومثال ذلك ما يلي:



1- ألغام الحروب وأثرها على البيئة في مصر:




تعتبر مصر من أكثر دول العالم وأول دولة عربية وإسلامية تضرراً
من مشكلة الألغام التي تتأثر بها البيئة في مصر تأثيراً سلبياً على الأفراد
والجماعات وعلى المجتمع ككل، حيث يبلغ عدد الألغام والأجسام القابلة
للانفجار والمنتشرة في البيئة المصرية نحو 22 مليون لغم تمثل ما يزيد على
20% من إجمالي الألغام المزروعة فى العالم، كما يبلغ إجمالي المساحة
المزروعة بالألغام نحو 248 ألف هكتار. وقد نشأت المشكلة الرئيسة للألغام في
مصر بفعل مخلفات الحرب العالمية الثانية عام 1942م.(6)

ولقد أدى وجود تلك الألغام والأجسام القابلة للانفجار إلى العديد
من المشكلات البيئية والاقتصادية والاجتماعية لمصر، حيث تسببت تلك الألغام
في عدم إفادة مصر على مدى أكثر من 60 عاماً من مناطق واعرة مزروعة بالألغام
وتوقف استصلاح نحو مليون فدان صالحة للزراعة ومنها مشروع منخفض القطارة،
وهو مشروع يعادل مشروع السد العالي في أهميته وفوائده، كما أن المنطقة
تتميز بإمكانات الكشف البترولي والتعديني في هذه البيئة، بالإضافة إلى
صلاحية هذه البيئة لكونها مركزاً استثمارياً للعديد من الصناعات، كما أنها
يمكن أن تشكل أحد مراكز الجذب السكاني.



2- الاحتلال الصهيوني وأثره على فساد البيئة الفلسطينية:


بلغ عدد المستوطنات حتى الآن على الأرض
الفلسطينية 346 مستوطنة، وهى موزعة كالآتي 26 في قطاع غزة (سابقاً) و 320
في الضفة الغربية، وهناك 55 مستوطنة إسرائيلية تصنف كمستوطنات زراعية وكلها
ترمي بمخلفاتها على الأرض الفلسطينية. وبسبب الاحتلال الصهيوني للأراضي
الفلسطينية نجد أنه قد تم تجريف وإزالة 95% من الغابات الفلسطينية، وتدمير
011.68 دونم من الأراضي الزراعية بالإضافة إلى تجريف وتدمير 30 ألف دونم من
الأراضي المجهزة للزراعة الحقلية وتم تدمير 015.208 دونم تم تجريفها بسبب
الجدار الفاصل حتى الآن، وهذا العدد أثناء انتفاضة الأقصى فقط، أما ما قبل
ذلك فقامت القوات المحتلة بالاعتداء على 000.44 دونم.


ويمارس الاحتلال الصهيوني العديد من الإجراءات تجاه موارد المياه
الفلسطينية من إقامة المستوطنات فوق مناطق المياه الجوفية فيها عالية
الجودة، وكذلك ببناء عدد من السدود الصغيرة لحجز المياه السطحية للأودية،
ومنعها من الوصول إلى الأراضي الفلسطينية، مع حفر سلسلة من الآبار
الإسرائيلية على الحدود الشرقية لمحافظات غزة، وهدم أكثر من 288 بئرا
فلسطينياً، وتدمير خزانات المياه وتجريف شبكات الري وعزل عدد كبير من
الآبار بسبب إقامة الجدار الفاصل، أي ما يقرب من 85% من المياه الفلسطينية
الموجودة الآن في الخزانات الجوفية للضفة الغربية تستغلها إسرائيل وتشكل
25% من كمية المياه الإجمالية التي تستهلكها.(7)

إن
الاحتلال الصهيوني يستخدم الآن أكثر من مليون طن من المادة الخطرة سنوياً
بتركيزات عالية في المناطق الصناعية في خليج حيفا، ورامات حوفاف، وبتياح
تكفا، وأشدود وجميعها قريبة بصورة كبيرة من المناطق الفلسطينية ففي عام
1997م تم اكتشاف 164 حادثة تتضمن مواد خطرة نصفها كان في المصانع و 30%
أخرى أثناء عملية النقل، وتكمن الخطورة في الدفن غير القانوني للنفايات،
ومن أشهر هذه الحوادث حادثة تهريب عدد من البراميل التي تحتوي على مواد
سامة إلى خان يونس، بالإضافة إلى دفن كثير من النفايات الصلبة في نفس
المنطقة وخلال فترة انتفاضة الأقصى دفنت إسرائيل حوالي 50 ألف طن من
النفايات في مستوطنات قطيف بالقرب من دير البلح.(8)

كما تم نقل العديد من الصناعات إلى المستوطنات الإسرائيلية في
محافظات الضفة الغربية ويوجد على الأقل 200 مصنع إسرائيلي في الضفة جميعها
ملوثة للبيئة بصورة خطيرة، فهذه المصانع ينتج عنها مياه صرف صحي صناعية
تساوي 18 ألف إلى 40 ألف متر مكعب يومياً من المياه العادمة الناتجة عن هذه
المصانع تحتوي على الكثير من المواد السامة.(9)



3- الحرب على البيئة في لبنان:


تأثرت البيئة اللبنانية خصوصا منذ عام 1975 تأثرا مباشرا
بالعمليات العسكرية والصراعات الداخلية والاجتياحات الإسرائيلية المتتالية،
ونتج الضرر البيئي عن التدمير المباشر بالنيران والانفجارات وشق الطرق
العسكرية، ومن تدمير غير مباشر نتيجة الفوضى التي عانتها البلاد، وكان
لاستمرار الحرب اللبنانية وتمزق البلد إلى مقاطعات شبه مستقلة آنذاك أثر
سلبي وعميق على البيئة، كما أدى عجز الحكومة عن السيطرة على المواطنين إلى
تفشي الأعمال غير المشروعة مثل استيراد النفايات السامة ونهب المواقع
الأثرية وإنشاء أبنية من دون رخص أو هندسة ملائمة، وتغيير وجهة استخدام
الأراضي، وأسفر نزوح السكان من مناطق النزاع عن إخلاء بعض الأراضي وإهمالها
من جهة، وازدحام مناطق الاستقبال من جهة أخرى، وكانت النتيجة في كلتا
الحالتين تدمير البيئة الطبيعية.

ومن الآثار
التي خلفتها سنوات الحرب غياب الإحصاءات والمعلومات الدقيقة عموما،
وبالتالي غياب المعلومات الضرورية لاتخاذ القرارات حول أولويات البيئة وطرق
إدارتها، واقتصرت مصادر المعلومات على إحصاءات مجزأة ومعلومات قديمة
ومقتطفات من أبحاث جامعية أو مؤسساتية ونتائج آخر عمليات المسح، وقد
استأنفت بعض الجهات الحكومية عملية جمع المعلومات؛ إلا أن تأطير السياسة
البيئية بجب أن يتركز على معلومات أكيدة ومتجددة باستمرار.

لقد كانت الحرب سببا مهما في تدمير البيئة الطبيعية اللبنانية،
فالغابات احترقت بالنيران والقذائف، والزراعة أهملت لهجر الأراضي والتحاق
الشباب بالمليشيات، وشبكات المياه دمرت بإصابات مباشرة في بيروت مثلا دمرت
الحرب 60% من موارد المياه، وأدى تلف الشبكة إلى إهدار مياه الشرب
واختلاطها بمياه المجاري أحياناً، وتعذر التنقية أحيانا أخرى، وقدرت كلفة
إعادة تأهيل البنية التحتية لقطاع المياه في لبنان بنحو 450 مليون دولار
أمريكي.(10)

وتدفقت المياه المبتذلة والنفايات
الصناعية السائلة إلى الأنهار والجداول والأودية والآبار وقنوات المياه
الجوفية فلوثتها وهددت صحة الإنسان، كما أدى رمى النفايات المنزلية
والصناعية عشوائيا وفي مكبات غير سليمة إلى تلوث التربة والمياه الجوفية.

وتدمرت معامل معالجة المياه المبتذلة بسبب القصف أو البناء
غير المكتمل، وفي المناطق الساحلية تم تحويل معظم المجاري ودفق النفايات
الصناعية إلى البحر مباشرة، فازدادت حدة التلوث البحري، كما أن رمى
النفايات على الشواطئ شوه البيئة الطبيعية ونشر التلوث وهدد صحة الناس
وحرمهم من السباحة والاستجمام.



4-
الحروب الأهلية في الصومال:




شهدت
الصومال حرباً أهلية ضارية عامى 1991و 1992م اقترن بها حدوث مجاعة قضت على
350 ألف صومالى خلال هذه الفترة وحتى منتصف عام 1993م. وقد كان السبب
المباشر للنزاع هو التكالب على السلطة بين زعماء القبائل. ولكن هناك من يرى
أن النزاع قد اندلع أساساً بسبب نمط الزراعة والتنمية غير المتوازنة قد
أدت إلى إذكاء نار النزاعات بين الرعاة والمزارعين حول السيطرة على مصادر
الحياة والمراعي، وكان ذلك كله يسير في اتجاه توسيع دائرة الشقاق والصراع
بين زعماء القبائل حتى سقطت البلاد في أتون الحرب الأهلية التي مازالت
رحاها تدور حتى اليوم (11).



5- الوضع
البيئى في السودان:



انقسم السودان منذ
عهد الاستعمار إلى شمال ذي أغلبية مسلمة وجنوب ذى أغلبية مسيحية ووثنية.
ونظراً لأن الحكومات التي تعاقبت على السودان لم توفق في تحقيق تنمية
متوازنة بين شطري البلاد، فإن الجنوبيين شعروا أنهم مهمشون. وقد أدى هذا
إلى إذكاء نزعتهم الانفصالية القائمة على أساس عرقي، ووصل الأمر إلى الحرب
الأهلية بين القوات الحكومية الشمالية وبين حركة الجيش الشعبي لتحرير
السودان؛ وذلك منذ عام 1983م وحتى عام 2005م، حين تم عقد معاهدة سلام
بينهما.

ورغم ما بدا من طابع عرقى وديني لهذا
الصراع، إلا أن البعد البيئى حاضر فيه أيضاً، فمنذ السبعينات أدت المشروعات
الزراعية قصيرة النظر في الشمال، وتقطيع أشجار الغابات، والإفراط في الرعي
أدت إلى تدهور خطير للتربة أخذ يزحف إلى الأراضي الخصبة في الجنوب ويقضي
عليها، وعندما تفضل زراعة المحاصيل في المنطقة تتم زراعة المزيد من الأراضي
دون أية صيانة للتربة. فزحف الشماليون إلى الجنوب يزاحمون أهل الجنوب في
مواردهم من مياه وأراضي زراعية ومراعي، وحدثت نزاعات عنيفة بسبب ذلك. ومن
أمثلة ذلك ما حدث في شهر أكتوبر سنة 1996م في مناطق التماس من صراع مسلح
على المراعي وموارد المياه بين قبيلتي الرزيقات والزغاوة. وقد قتل نتيجة
لذلك أكثر من مئة شخص من الجانبين.. ومن قبل حدث أن دأبت قبائل البقارة
(التي تمثل نسبة الرحل فيها 75%) على التوغل في المناطق الجنوبية سعياً
وراء الكلأ والماء وهربا من ضغط التصحر وزحفه في الشمال، وقد أدى هذا إلى
دخولها في اشتباكات مسلحة مع قبائل جنوبية كقبائل الدينكا(12).

ويعتبر مشروع قناة جونقلى مثالاً آخر للبعد البيئي في الصراع
الداخلي السوداني. فقد خططت الحكومة السودانية في إطار التكامل الاقتصادي
مع مصر لحفر قناة تربط بين نهر الجبل والنيل الأبيض وذلك بهدف توفير كمية
تقدر ب6 مليارات متر مكعب كانت تفقد بالتبخر نتيجة لتشعب مياه النيل في عدة
روافد في الجنوب مثل بحر سوباط وبحر الغزال وبحر الزراف. ولما كان
الجنوبيون يعتمدون على هذه الأنهار الفرعية فى ري أراضيهم الزراعية، فإن
حفر هذه القناة سيؤدي من وجهة نظرهم إلى تجفيف روافد النيل الأبيض وبالتالي
القضاء على زراعتهم.

والآن نرى في دارفور الوضع
البيئي السيئ الذي جاء بتدخلات خارجية للمنطقة والذي يهدف للقضاء على
البيئة في دارفور ومواردها الاقتصادية.



6- حرب الخليج وآثارها البيئية على دولة الكويت:


لقد نجم عن حرب الخليج كارثة بيئية فعلية على دولة الكويت
ودول الخليج العربي جميعاً تمثلت في قضايا أربع هى(13):


أ- تلوث مياه الخليج بالنفط.
ب- تلوث
الهواء من احتراق آبار النفط.

ج- تلوث التربة
بالحركة العسكرية والألغام.

د- تلوث الغلاف
الجوي بالطيران والصواريخ، فإثر تكثيف الغارات الجوية للقوات المتحالفة ضد
الجيش العراقي، عمد هذا الأخير إلى ضخ النفط بكميات كبيرة من بعض الآبار؛
حيث تكونت بحيرات نفطية واسعة امتدت آلاف الكيلومترات مهددة شواطئ الخليج
بكارثة محققة تتمثل في:

- تسمم الطيور البحرية
والأسماك والأعشاب والأحياء الدقيقة والشعاب المرجانية في القاع.

- تلوث مياه الخليج؛ وبالتالي المياه المحلاة رغم زيادة
المرشحات عليها. ذلك أن البترول مادة غنية بالعناصر والمركبات. وكثير منها
يذوب في الماء، وبعضها يتحلل في ضوء الشمس ويتحول إلى مواد سامة.

من ناحية أخرى أحرقت القوات العراقية حوالي 732 بئراً
للنفط أي ما نسبته 85% من الآبار الكويتية فنتج عن ذلك:

أ- تلوث الجو بآلاف الأطنان من السناج الأسود المحمول على غاز
ثاني أكسيد الكربون مصحوباً بغازات أخرى سامة وضارة بالصحة.

ب- ارتفاع نسبة أمراض الحنجرة والصدر والجهاز التنفسى والعيون
خاصة عند الأطفال.

ج- الخسارة الاقتصادية
الكويتية من عمليات إطفاء الحرائق.

د- تكثف
الأمطار الحمضية.

ه - سقوط أمطار سوداء لم تعرف
سابقاً في إيران والعراق ودولة الإمارات العربية المتحدة وذلك في غير موسم
الأمطار.

أما الغارات الجوية فقد أحدثت خلخلة في
الهواء؛ مما أدى إلى إحداث موجات تصادمية، كما أحدثت غازات احتراق كبيرة
الحجم وشديدة الحرارة شكلت ظروفا ملائمة للتفاعل مع غاز الأوزون وتحويله
إلى الأكسجين مما يحدث ثقب الأوزون؛ وعليه فإضافة إلى فتكها بعشرات الألوف
من البشر وتشويهها لمئات الألوف، فإن حروب اليوم تضر وتسمم الملايين الذين
كتبت لهم السلامة من جراء تلويثها للبيئة.



7- الحرب على العراق وتأثيراتها البيئية:




فرضت الحرب على العراق وتداعياتها الوخيمة أن تدفع البيئة ثمناً
باهظاً بالهواء والتربة والمياه ودمار للأرض والمناخ، فحرب عام 2003م سببت
تفكيك التركيبة الاجتماعية للبيئة العراقية بسبب القمع والاضطهاد والفقر
والعنف والبطالة، وطبيعة العلاقات العائلية.

كما
زادت حرب العراق الأخيرة من الدمار الذي لحق بالبيئة خلال السنوات العشرين
الماضية، ومن بين مخاطر الحرب الواسعة التدهور الحاصل في البيئة، فقد أدى
انقطاع التيار الكهربائي وقلته إلى توقف عمل مصافي المياه ومجارى التصريف،
وهذا أدى بدوره إلى انتشار الأمراض والأوبئة المزمنة والمعدية وتلوث
البيئة. وأدى توقف مصادر الملوحة في مشاريع الري إلى ازدياد الملوحة وقلة
الإنتاج الزراعي، هذا بالإضافة إلى قلة مياه الشرب الصالحة. وقد سبب دخان
نيران حقول النفط وإحراق النفط في الخنادق أثناء الحرب تلوث الجو والتربة،
وزاد القصف بالأسلحة الثقيلة، وحركة قوات كبيرة مستخدمة معدات وناقلات ضخمة
من التدهور الحاصل في تركيبة البيئة الأيكولوجية والأراضي الزراعية، أما
اليورانيوم المنضب المستخدم في الأسلحة، فمعروف عنه تلويثه للبيئة، وأدت
الفوضى وسرقة ممتلكات الدولة أثناء وبعد الحرب مباشرة إلى انتشار المواد
المشعة الملوثة ووقوعها في أياد لا تعرف مدى خطورة هذه المواد(14).



8- إسرائيل وفساد البيئة في العالم:



تصدر إسرائيل الخراب والدمار والفساد البيئي للعالم،
حيث أن هناك دلائل مؤكدة تشير إلى أن مفاعل ديمونه الذي يعتبره
الإسرائيليون أهم منشأة نووية لديهم، دخل في مرحلة الخطر الاستراتيجي بسبب
انتهاء عمره الافتراضي حيث أنه يعاني من أضرار جسيمة بسبب الإشعاع
النيتروني الذي يتمتع بقدرات هائلة على الاختراق، ويحدث أضراراً جسيمة
بمبنى المفاعل، فالنيترونات تنتج فقاعات غازية صغيرة داخل الدعامات
الخرسانية للمبنى، مما يجعله هشا قابلا للتصدع، وقد أصبح قديما "40 عاما"
وتآكلت جدرانه العازلة، كما أن أساساته قد تتشقق وتنهار محدثة كارثة نووية
ضخمة، وعلى الرغم من استبدال بعض الأجزاء من المفاعل إلا أنه أصبح قنبلة
موقوتة تنذر بخطر بيئي فادح فى المنطقة بأكملها، والشيء المخيف للعالم
جميعاً والعالم العربي والإسلامي هو أن تكون إسرائيل قد تخلصت من نفاياتها
النووية في المناطق الفلسطينية وفى البحر المتوسط، ومما يؤكد هذه المخاوف
عدم خضوع المنشآت النووية الإسرائيلية لإجراءات التفتيش الدولية، لذلك فإن
لهذه النفايات أخطارا أخرى تهدد العالم أجمع وليس المنطقة العربية
والإسلامية فقط وتنذر بخطر وشيك في يوم ما.(15)




9- التجارب النووية وأثرها على البيئة في إندونيسيا:


إذا كانت عوامل الطبيعة قد ضربت ثماني دول في جنوب
وجنوب شرق آسيا في نهاية عام 2004م فإنه قد يكون العامل الأساسي لأمواج
تسونامي العملاقة وكارثة زلزال المحيط الهندي هي التجارب النووية التي قامت
بها الهند وحلفاؤها في المحيط الهندي، حتى أن الهند قد تأثرت بهذه الكارثة
خصوصاً في ولاية تأميل نادو في منطقة بونديشيري ومنطقة ناغابا يتنام وأيضا
في أرخبيلي اندمان ونيكوبار الواقعين على بعد ألف كيلو متر شرق الهند
القارية.


وقد كانت إندونيسيا أكثر الدول تأثراً
بهذه الكارثة وهي الدولة الإسلامية الوحيدة في هذه المنطقة حيث أن سواحلها
في شمال جزيرة سومطرة قد قتل فيها الآلاف وتشرد الملايين في هذه المنطقة.

والحقيقة أن الخاسر الحقيقي والأكبر نتيجة هذه الكارثة هي
البيئة الإندونيسية حيث أن تداعيات تسونامي تؤثر بشكل سلبي على بيئة
البسطاء من المزارعين والصيادين الذين دمرت حياتهم ومصادر أرزاقهم وحرموا
من المياه الصالحة للشرب والطعام.

كما أدت هذه
الكارثة إلى دمار خطير بالغابات والأراضي الزراعية والثروة الحيوانية،
وزادت آثار الفيضانات والانهيارات الأرضية، كما اقتلعت الأشجار والأسوار
وكل المنشآت، حتى التربة ذاتها اقتلعتها من جذورها وتبين اكتشاف مناطق
إندونيسية كاملة كانت مأهولة بالسكان قد مسحتها الأمواج العاتية ولا أثر
للحياة فيها خصوصاً المدن والقرى والغابات الساحلية الإندونيسية.(16)

إن هذه الكارثة التي كانت نتيجة التجارب النووية في المحيط
الهندي ستغير الخريطة البيئية الجغرافية للمنطقة مع تحرك جزر من مكانها،
وأن البيئة البحرية الغنية في المحيط الهندي يلزمها قرون حتى تعود لطبيعتها
بعد ما لحق بها من دمار، وإن إعادة بناء ما دمر قد يستغرق سنوات عديدة.



الهوامش والمراجع





1- رواه البخاري، الحديث رقم 3261، وأحمد الحديث رقم 139.
2- سيد سابق، العقائد الإسلامية، دار الفكر العربى،
القاهرة، 1980، ص 127.

3- محمد مرسي محمد،
الإسلام والبيئة، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، 1999،ص
12.

4- السيد محمد الفقى، الحرب والإسلام، دار
الراية للنشر، بيروت، 1995، ص 13.

5- صابية
فاروق وآخرون، تقرير بعنوان استمرار الأضرار الجانبية التأثيرية الصحية
والبيئية للحرب على العراق، 2003، منظمة ميراكت الطبية العالمية، 2004، ص
12.

6- تقرير وزارة البيئة، مصر لعام 2004م.
7- يوسف أبو صفية، تقرير وزارة البيئة الفلسطينية لعام
2004م، ص8.

8- المرجع السابق، ص9.
9- المرجع السابق، ص10.
10- تقرير
وزارة البيئة اللبنانية لعام 2003م، ص27.

11-
تقرير جامعة الدول العربية لعام 2003، ص 211.

12-
تقارير برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNDP لعامي 2002،2003م.

13- خالد بن محمد القاسمي ووجيه جميل البيعي، أمن وحماية البيئة،
دار الثقافة العربية، الشارقة، 1997، ص ص 129-130.

14- صابية فاروق وآخرون، مرجع سبق ذكره، ص ص 25-26.
15- تقارير هيئة الباحثين الأمريكيين (تقرير الباحث الإسرائيلي
"عوزى إيفن" الذي أسهم فى بناء مفاعل (ديمونه النووى) لعام 2004م.

16- تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول كارثة تسونامى
الذي تم نشره بمسودة منظمة الأمم المتحدة يوم 15-1-2005م.


☺️☺️☻☻☺️☺️☻☻☺️☺️☻☻☺️☺️☻☻☺️☺️☻☻☺️☺️☻☻☺️☺️☻☻☺️☺️
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحروب العسكرية وأثرها علي فساد البيئة في المجتمعات الإسلامية --::::◄
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  بحث ماجستير...جودة الخدمات وأثرها على رضى العملاء ..
» بيئة المجتمعات النباتية المعمرة في روضة أم القطا - الرياض
» الصفات والمحددات العسكرية للصحراء
» أقوال وآراء في الجغرافيا العسكرية
» الجغرافيا العسكرية في مقولة عربية جامعة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى الرسمى لطلاب قسم الجغرافيا جامعة طنطا :: الجغرافيا الطبيعية :: الجغرافيا البيئية-
انتقل الى: