المنتدى الرسمى لطلاب قسم الجغرافيا جامعة طنطا
عزيزى الزائر ان كنت مسجل لدينا برجاء تسجيل الدخول وان كانت هذة هى زيارتك الاولى للمنتدى يسرنا بان تكون عضوا معنا معنا حتى تتمتع بكامل الصلاحيات
المنتدى الرسمى لطلاب قسم الجغرافيا جامعة طنطا
عزيزى الزائر ان كنت مسجل لدينا برجاء تسجيل الدخول وان كانت هذة هى زيارتك الاولى للمنتدى يسرنا بان تكون عضوا معنا معنا حتى تتمتع بكامل الصلاحيات
المنتدى الرسمى لطلاب قسم الجغرافيا جامعة طنطا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الجغرافيا للجميع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بعنوان تجديد الخطاب الديني

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
noda
جغرافى نشيط
جغرافى نشيط
noda



بعنوان تجديد الخطاب الديني Empty
مُساهمةموضوع: بعنوان تجديد الخطاب الديني   بعنوان تجديد الخطاب الديني Emptyالأحد 27 ديسمبر 2009, 1:30 am

د. يوسف القرضاوي أن المراد بكلمة الخطاب الديني هو كل بيان باسم الإسلام يوجه للناس سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين لتعريفهم بالإسلام، وقد يأخذ هذا الخطاب شكل الخطبة والمحاضرة والرسالة والمقال والكتاب والمسرحية والأعمال الدرامية، وبذلك ينبغي ألا نحصر الخطاب الديني في خطبة الجمعة فقط، وحول مفهوم تغيير الخطاب الديني طرح د. القرضاوي عدة تساؤلات منها: هل الخطاب الديني بمفهومه العام السابق يتغير في عصر العولمة عن أي عصر آخر؟ وهل يتغير من قوم إلى قوم؟ ومن مكان إلى مكان آخر؟

طرح د. القرضاوي عدة تساؤلات منها: هل الخطاب الديني بمفهومه العام السابق يتغير في عصر العولمة عن أي عصر آخر؟ وهل يتغير من قوم إلى قوم؟ ومن مكان إلى مكان آخر؟

دعوة الإسلام للتجديد

وأجاب على هذه التساؤلات موضحًا أن الدين به ثوابت لا مساس بها، ولكن تتغير في أسلوب عرضها، ومن هنا فعرض الثوابت في الخطاب الديني يختلف من زمن لزمن آخر ومن بيئة لأخرى ومن قوم لغيرهم، كما يتضمن الدين متغيرات تقبل التجديد والاجتهاد.

وانطلاقًا من هذه الطبيعة للدين أوضح أن فكرة التجديد ليست مرفوضة إسلاميًّا؛ فالقرآن الكريم قد غيّر من أسلوب خطابه الديني من مكان لمكان ومن وقت لوقت، ودلل على ذلك بالاستشهاد باختلاف الخطاب الديني في الموضوعات والأسلوب ما بين القرآن المكي والقرآن المدني.

فمثلاً نجد أن القرآن المدني لم يعتمد على أسلوب الزجر، ولم ترد به كلمة كلا، وهذا يدل على أن الخطاب يتغير، وقد قال تعالى {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه}، واللسان هنا لا يعني اللغة، وإنما يعني اختلاف الخطاب الموجه لعامة الناس عن خاصتهم.

ولا بد أن يُبنى هذا الخطاب على فهم دقيق لطريق المخاطبين وعقلياتهم وبيئاتهم، وقد قال علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-: "حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما لا يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله"، وروي عن بن مسعود: "ما أنت حدثت قومًا بحديث لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة".

كما أن هناك قاعدة فقهية تقول: "الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والعرف والحال والنية"، ومن هنا فالدعوة وخطابها أكثر قابلية للتغير من الفتوى.

تجديد الخطاب الديني في الزمن الأمريكي

اكتسب تعبير "التجديد" شرعيته من وروده في حديث نبوي شهير، ومع ذلك شهد عبر تاريخه التباسًا واشتباهًا أيضًا، نتيجة التنازع حول شرعية مدلوله، وهو وإن كان في التراث الإسلامي كاد أن يطابق مفهوم "الاجتهاد" بالمعنى الفقهي، فإنه بدءًا من بدايات القرن العشرين تحول من النص إلى الخطاب، واكتسب زخمه بعد خفوت وهج مدرسة الإصلاح التي نُسبت لمحمد عبده رحمه الله والتي قامت على أساس الوعي بالعصر، وبالفجوة الماثلة بين الغرب والعالم الإسلامي، وكانت فكرة مناهضة الاستعمار (الأوربي) والهيمنة الثقافية تقع في القلب من انشغالاتها. ومع ذلك بقي مشروع التجديد قاصرًا على فئات نخبوية ولم يتحول إلى عمل مؤسسي واسع، فضلاً عن حديث الصحافة.

لكن خطاب التجديد أو الإصلاح، منذ تاريخ 11 سبتمبر 2001م شهد تحولات مثيرة، فتحول من قرار داخلي، إلى مطلب خارجي للاستعمار الجديد (الأمريكي) ليسري بعد ذلك إلى قرار سياسي، وتلهج ألسنة النخبة الثقافية، والمؤسسة الدينية الرسمية بالحديث عنه، ويتحول إلى حديث الصحافة اليومية ويدخل فيه كل الاتجاهات الفكرية والدينية، ومن هم خارجها أيضًا.

إنه لا يمكننا الحديث عن مصطلح محدد للمشروع الأمريكي المتعلق بالخطاب الإسلامي الراهن، فتارة هو "تجديد" وأخرى هو "إصلاح"، وثالثة غير ذلك... إلخ، ويبدو أن "الإصلاح" هو الأكثر تداولاً في الخطاب الأمريكي، وهذا الإرباك سرى إلى الخطاب العربي الثقافي والديني الرسمي، فلا يمكن الحديث فيه عن "مصطلحات" محدودة بحد، فالسياسي مثلاً تارة يعبر بالإصلاح، وأخرى بالتطوير، وثالثة بالتجديد، والديني وجد في "التجديد" مفردة لها شرعيتها النصية فألح عليها، والأمر نفسه سرى إلى الثقافي.

ومع ممارسات "تنظيم القاعدة" وخطابه الديني-السياسي المشبع بالعنف ضد "الكفرة" من "اليهود والصليبيين"، وحديثه عن "حتمية الصراع بين الإيمان والكفر" تحول الإسلام إلى مشكلة عالمية، واتسع الصراع عليه -تفسيرًا وتوظيفًا– ليشمل كل التوجهات الإسلامية وغير الإسلامية، المتفقة والمختلفة مع القاعدة والأنظمة السياسية العربية والغرب، وخصوصًا أمريكا صاحبة مأساة سبتمبر، بمعنى أن "مصائر الإسلام التي كانت موضع نزال بين الإسلاميين والأنظمة العربية والإسلامية صار يشارك في تحديدها –أو يحاول ذلك- كل من يعتبرون أنفسهم متضررين من المتشددين المسلمين في العالم".

بذلك أوجدت أحداث سبتمبر "مشروعية" -بمنظور أمريكا؛ "المتضرر" الأكبر من "الإرهاب الإسلامي"- للحديث عن التغيير والإصلاح، على مستويات مختلفة، وبأدوات مختلفة -بما فيها القوة العسكرية في أفغانستان والعراق- ومن ضمن مشروع التغيير هذا كان: "نشر الديمقراطية في البلدان العربية والإسلامية" و"تجديد الخطاب الديني" -الإسلامي تحديدًا- وتغيير مناهج التعليم، وملاحقة الجمعيات الخيرية، تحت عنوان "الحرب على الإرهاب" الذي صكته لهذا المشروع الطويل غير المحدود -زمانًا ومكانًا ومفهومًا.

هذا الملف يبحث "تجديد الخطاب الديني" بعد 11 سبتمبر 2001م (الزمن الأمريكي)، وقد تم تحديد أسئلته لتكون على أربعة محاور:

في المحور الأول: "الإسلام .. ومنعطف التجديد" تحدث المفكر السوداني محمد أبو القاسم حاج حمد عن مثيرات التجديد، ومنطقه، ونشأة إشكالياته في سياقها الداخلي، ثم العالمي (الأوربي ثم الأمريكي)، وموقف القوى الاجتماعية المفارقة لمجتمعاتنا التقليدية من تطوير البنى الفوقية.

وفي المحور الثاني: "المشروع الأمريكي: تحديث الإسلام!" تحدث الباحث معتز الخطيب عن ملامح الرؤية الأمريكية لتجديد الخطاب الديني (الإسلامي) ضمن سياقها بناء على رؤية مركبة، ودراسة تحول مشروع التجديد من مطلب ذاتي إلى إرغام أيديولوجي خارجي (الاستعمار الجديد).

في المحور الثالث: "العنف.. والإصلاح الديني" بحث المفكر اللبناني رضوان السيد نشأة العنف الإسلامي في مفاصله الرئيسة، وعلاقته بالإصلاح الديني، محاولاً قراءة مصير المشروع الإصلاحي الإسلامي في عصر الإحيائية الإسلامية المتشددة.

أما المحور الرابع: وهو "التجديد الإسلامي وخطاب ما بعد الهوية" فحاول فيه الباحث السوري عبد الرحمن الحاج رسم تصور لمستقبل ما سمي بـ "الخطاب الإسلامي الجديد" (نشأ بعد سقوط الأيديولوجيا الماركسية) -التي حشرت الخطاب الإسلامي في هوس الهوية- وإدراك تأثيرات ومآلات أحداث سبتمبر والدعوة الأمريكية عليه.

المشروع الأمريكي: تحديث الإسلام!

الحديث الأمريكي عن "تجديد الخطاب الديني"، و"تغيير مناهج التعليم الديني"، المتزامن مع الاحتلال العسكري لأفغانستان والعراق، الذي اتخذ عنوان "الحرب الصليبية" أعاد من جديد جدل "التجديد" مصطلحًا ومفهومًا ومشروعًا، لنشهد سيلاً من الكتابات الصحفية1، والندوات والمؤتمرات حول "تجديد الخطاب الديني" 2 وليشترك فيها كل الاتجاهات الفكرية؛ ما أدى - بالمقابل - إلى استعادة تعبير "الإسلام الأمريكي" لسيد قطب.

فنحن إزاء ظاهرة فريدة تاريخيًّا؛ إذ تحول سؤال التجديد الديني من مطلب داخلي تجسد على يد "الإصلاحية الإسلامية" من الاصطدام بالاستعمار، وعلى أساس الاشتباك مع العصر على قاعدة الإحساس بحركة التاريخ، ووعيًا بالفجوات الماثلة في المعرفة الدينية، تحول إلى "مطلب" للاستعمار الجديد ليغدو خطاب التجديد إرغامًا أيديولوجيًّا بعد 11 سبتمبر، يشكل "الإرهاب" وحسابات الأمن القومي الأمريكي زاوية مقاربته. هذا التحول المثير يفتح الجدل واسعًا حول أسئلة متعددة يمكن أن تثار أيضًا بخصوص تحول الديمقراطية إلى إرغام خارجي أيضًا.
الإرهاب.. والخطاب الديني


شكّل حدث 11 سبتمبر -بوصفه "إرهابًا" ولّد ما سُمي "الحرب على الإرهاب"- منعطفًا أساسيا وتحوّلا جذريّا لنوعيّة الخطاب والممارسة في السياسة الخارجيّة الأمريكيّة، والأخطر من ذلك أن هذا التحدّي قد أتى من كيان غير معترف به في كل من القاموسين: السياسي والدبلوماسي على الصعيد العالمي. ومقاربة السلوك الأمريكي في حربه المعلنة من منظور ديني يبدو مريحًا؛ إذ يمكن تفسير الممارسات الأمريكية على أنها "حرب على الإسلام" وهو ما مال إليه الكثيرون، خصوصًا من التيارات المتوافقة أو المتعاطفة مع توجهات "القاعدة". غير أن هذه الممارسة المتشعبة والمربكة أحيانًا في وضعها ضمن إطار تفسيري كلي يمكن مقاربتها من زاوية بالغة الأهمية وهي زاوية المفاهيم لمحاولة الإمساك بالرؤية الموجِّهة لهذه السياسات وتقلباتها في مراحلها المتعاقبة منذ الحدث وحتى الآن.

إن النظر إلى "الحرب على الإرهاب" وفضاءاتها المتعددة من العسكري (الاستعمار)، والسياسي (تغيير الأنظمة ونشر الديمقراطية)، إلى الديني (المحافظون الجدد يطالبون بالتجديد الإسلامي)، والثقافي (تغيير المناهج ومفرداته): يفرض التعامل معها برؤية مركبة لا يكفي فيها النظر في حدود "الأمن القومي الأمريكي" ومتطلباته فقط، بل لا بد -أيضًا- من استعادة عقيدة "التهديد الإسلامي" الكامنة مسبقًا في مخيلة الرأي العام الأمريكي والغربي والمتشخصة في أحداث سبتمبر وخطاب القاعدة، وفي تهديد وصول الحركات الإسلامية إلى السلطة، وكذلك حضور حلم الإمبراطورية الأمريكية "المزدوج المقاصد في الشرق الأوسط: يبسط السيطرة على أرضه (باعتبارها قلب العالم من بداية التاريخ وحتى حاضره) ويمد يده إلى مكامن البترول تحتها (باعتبارها محرك التقدم المضمون حتى هذه اللحظة)" 3. وحتى حينما تحولت "الحرب على الإرهاب" من نيويورك إلى كابول، ثم من كابول إلى بغداد، "كانت هناك أحوال إنسانية، وصراعات سياسية، ومطالب إمبراطورية، وضرورات بترولية، ولوازم انتخابية"4 تقف وراء السياسة الأمريكية وحربها.

ومن ضمن هذه الرؤية المركبة تبدو الولايات المتحدة -ولا سيما "المحافظين الجدد"- معنية بالموضوع الأيديولوجي؛ تغييراً لمناهج تعليم، أو حضًّا على تأويل أشد عصرية للدين في البلدان الإسلامية، أو نشراً وتعميماً لمنتوج أمريكا الثقافي، فضلا عن "عقيدة" أمن إسرائيل التي تشكل ثابتة من ثوابت السياسة الأمريكية بغض النظر عن الإدارة الحاكمة في البيت الأبيض5.

وعلى هذا فـ"الحرب على الإرهاب" -بمفهومه الواسع وغير "التقليدي"6- اتسع ليشمل "حرب الأفكار"7 بناء على التشخيص الأمريكي للعنف والإرهاب "الإسلامي" وأسباب توليده، ومن ثم وسائل مكافحته التي تنوعت من "تجديد الخطاب الديني" والضغط على بعض المؤسسات الدينية (كالأزهر) إلى تغيير المناهج وإقامة المحطات الإعلامية لنشر خطابها مباشرة8.

فمشكلة الإرهاب إذن -وفق الرؤية الأمريكية- داخلية بنيوية، وهي متعددة الأسباب: سياسية، واقتصادية، وثقافية؛ وهذا ما يجعل منها بيئة خصبة "لتربية المتطرفين والإرهابيين"؛ ولذلك فمحاربة الإرهاب ستكون على هذه المستويات جميعًا بالإصلاح السياسي والتعليمي والاقتصادي9. وهنا يأتي الحديث عن الديمقراطية، والحرية، والإصلاح الديني والتعليمي10 لبناء ثقافة تعلم التسامح وتتقبل الآخر، وتنهي حالة الكراهية والتطرف؛ "فالعالم الديمقراطي هو عالم مسالم أكثر".

ولأن "الإرهابيين" يستهدفون "القضاء على الطموح إلى الحرية والسلام".. "يجب أن تشن هذه الحرب بصورة مشددة أكثر في العالم الإسلامي بالذات". وهذا كله يأتي في إطار "مصلحة ذاتية" لأمريكا في تحقيق ذلك؛ وهو ما تؤكده "إستراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة"11.
الشريك المفقود.. وحرب الأفكار


ولكون الولايات المتحدة لم تجد الشريك المطلوب فيما بدا، ولكونها غير قادرة على حل الإشكاليات التي توتر العلاقات بينها وبين الإسلاميين (خصوصًا دعمها غير المشروط لإسرائيل، والعنف والكراهية لها)؛ فقد قررت حلها عن طريق ما أسمته بالإصلاح التعليمي والديني لإعادة صياغة المفاهيم التي تغذي "الإرهاب" بما يتوافق مع مصالحها، وبما يحقق لها الأمن، وبما يستجيب مع عملية الإصلاح السياسي المفترض، والمتعثر بفضل الثقافة الدينية السائدة (وخصوصًا "الجهاد") التي تغذي بذور الكراهية بحسب رؤيتها، وهي ما سبق وصفها بـ"حرب الأفكار" أو "حرب المبادئ"12. فـ"التطرف الإسلامي" -لو مشينا مع التصريحات السياسية، بل مع قول بيرل وفروم تحديدًا- "ليس ديانة بل هو أيديولوجية تجب مواجهتها من خلال حرب مختلفة للتعامل مع القيم والمبادئ التي ينادي بها".

ومع "حرب المبادئ أو الأفكار" يبدو الهدف أوسع من مجرد "الحرب على الإرهاب"، ويبدو أن الرؤية الأمريكية مرت بخطوات تدريجية حتى تبلورت في شكلها الحالي، فابتدأت من 20 سبتمبر 2001 -على لسان بوش- بالدعوة إلى استنقاذ الإسلام من خاطفيه المتطرفين، وانتهت -في مبادرة باول- إلى الإصلاح التعليمي (بالإضافة للسياسي والاقتصادي) الذي ترافق مع الحديث عن الإصلاح الديني، مرورًا بالحديث عن "الإسلام المعتدل" (استبعاد "الجهاد"، العلاقة مع الغرب، الشريك الإسلامي، وجملة المطالب: حقوق المرأة في أولها).
الإرهاب الإسلامي.. وتحديث الإسلام!


والواقع أن المدخل كان "مكافحة الإرهاب" بمفهومه "غير التقليدي" الذي جرّ إلى معضلة "إصلاح العالم العربي والإسلامي"13 بما يتوافق مع الأمن القومي، والمصالح الأمريكية، لكن تعقيدات التشخيص وإشكاليات العلاج الأمريكيين، وما يحيط بنشر الديمقراطية من إشكالات سياسية ودينية حوّل الحرب إلى مجال الأفكار والمبادئ؛ ليصبح الهدف أوسع من مجرد "محاربة الإرهاب"؛ فهو "كفاح من أجل الحداثة والعلمانية والتعددية والديمقراطية والتنمية الاقتصادية الحقيقية" 14.

وهذا يعيدنا إلى تشخيص "فوكوياما" المبكر للإرهاب؛ فقد اعتبر أحداث سبتمبر "حركة ارتجاعية عنيفة يائسة ضد العالم الحديث"؛ فهو "صراع ضد الفاشية الإسلامية؛ أي العقيدة الأصولية غير المتسامحة التي تقف ضد الحداثة" والعلمانية، وعليه فإن الحرب "أوسع بكثير" من "الحرب على الإرهاب". "إنها الأصولية الإسلامية التي تشكل الخلفية لحس أوسع من المظالم وأعمق بكثير، وأكثر انفصالا عن الحقيقة من أي مكان آخر". و"مسيرة التاريخ العريضة" ستتقدم -وفق رؤيته- بناء على نتيجة الحرب العسكرية (في أفغانستان والعراق)، و"التطور الثاني والأهم ينبغي أن يأتي من داخل الإسلام نفسه. فعلى المجتمع الإسلامي أن يقرر ما إذا كان يريد أن يصل إلى وضع سلمي مع الحداثة، وخاصة فيما يتعلق بالمبدأ الأساسي حول الدولة العلمانية والتسامح الديني"15.

إذن فالإصلاح الديني في المنظور الأمريكي يتلخص في "تحديث الإسلام" لحل إشكالية "الإسلامفوبيا" والإرهاب الإسلامي، وتحقيق الإصلاح السياسي وفق معادلة جديدة تخرج عن دعم الأنظمة الاستبدادية مقابل "الاستقرار" وتأمين المصالح؛ لأن هذه الأنظمة لم تعد قادرة على منح هذا "الاستقرار". وهنا تتم قراءة تحولات المشهد السياسي، والانتخابات الديمقراطية التي أدت إلى صعود أحزاب إسلامية "معتدلة" في عدد من دول الشرق الأوسط (أبرزها تركيا،‏ والمغرب والبحرين،‏‏ والاحتفاء بإصلاحيي إيران)‏ التي ورد الثناء عليها وعلى ديمقراطياتها في خطابات بوش وباول وهاس.

ومشروع الإصلاح الكلي يتأسس على الإصلاح الاقتصادي، والسياسي، والتعليمي، وهذه الإصلاحات ذات صلة وثيقة ببعضها، ويمكن إدراك أوجه الربط بينها من خلال الخطابات الأمريكية المذكورة التي تسعى للتدليل على رؤيتها باقتباسات "عربية" لكسب "مشروعية" ومصداقية لدى المخاطب العربي والمسلم16. ويمكن إيجاز هذا الترابط في الإستراتيجية الأمريكية من خلال نص مهم لفريد زكريا (رئيس تحرير "نيوزويك" الأمريكية) يقول فيه: "يجب على الولايات المتحدة في البداية أن تتعرف إلى أهدافها الحقيقية. نحن لا نسعى إلى الديمقراطية في الشرق الأوسط، ليس الآن على الأقل. نحن نسعى أولاً لما يمكن تسميته بالشروط المسبقة للديمقراطية، أو ما دعوته أنا بـ"الليبرالية الدستورية"، سيادة القانون، الحقوق الفردية، الملكية الخاصة، المحاكم المستقلة، الفصل بين الكنيسة والدولة. وفي العالم الغربي اندمجت هاتان الفكرتان معًا -وعنها نتجت الديمقراطية الليبرالية- لكنهما تمايزتا تاريخيًّا وتحليليًّا" 17.

وضمن "الشروط المسبقة" هذه تندرج محاور التحرك الأمريكي في المنطقة للإصلاح بممارسة الضغوط وقائمة المطالب بصيغة "الشراكة". لكن "الممر الأكثر ديمومة للإصلاح سيكون اقتصاديًّا"؛ فطلب الغنى، فالإصلاحات الاقتصادية تعني البداية لسيادة القانون، والانفتاح على العالم، وتشكل طبقة من رجال الأعمال "ستكون هي مفتاح الديمقراطية الليبرالية"؛ لأن لهم مصلحة في الانفتاح والاستقرار، والحداثة، ومن ثم ستكون قوة التغيير الحقيقي في الشرق الأوسط، بحسب "زكريا".

في هذا السياق نفهم معنى "اقتراح بوش إقامة منطقة تجارة حرة مع الشرق الأوسط" ضمن "الحرب على الإرهاب"، وعملية الإصلاح القضائي التي رعتها أمريكا في البحرين (9/2003م)، وعملية تحديث الإسلام ليتقبل العلمانية والليبرالية والقيم "الغربية - العالمية" بتعبير ولفويتز الملحّ، والمجادلة بأن الإسلام قادر على تقبل ذلك18، وتغيير المناهج بما يتوافق مع الليبرالية والعلمانية (القبول بالآخر، وحذف الجهاد، وثقافة التطبيع، وثقافة حقوق الإنسان)19 وفق المنظور الأمريكي.

وبتعبير "إلينا رومانسكي": "لا توجد فسحة من الآن فصاعدًا للكراهية وعدم التسامح والتحريض، ونحن نحاول أن نعيش معًا، وأي منهاج دراسي لا يسير في هذا الاتجاه يجب تغييره" 20، "فالديمقراطيات المزدهرة تتطلب تقاليد المساءلة وليس الحفظ عن ظهر قلب"21.



وهذا الموضوع بالامانةمنقولويارب مكنش طولت عليكوا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
♥™AhMeD SaM!R™♥
مراقب عام
مراقب عام
♥™AhMeD SaM!R™♥



بعنوان تجديد الخطاب الديني Empty
مُساهمةموضوع: رد: بعنوان تجديد الخطاب الديني   بعنوان تجديد الخطاب الديني Emptyالأحد 27 ديسمبر 2009, 4:24 pm

جزاكى الله خيرا

بعنوان تجديد الخطاب الديني Post-20203-1165030662
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
noda
جغرافى نشيط
جغرافى نشيط
noda



بعنوان تجديد الخطاب الديني Empty
مُساهمةموضوع: رد: بعنوان تجديد الخطاب الديني   بعنوان تجديد الخطاب الديني Emptyالإثنين 28 ديسمبر 2009, 7:04 pm

شكرالمرورك ونورت التوبيك يا شيتوس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بعنوان تجديد الخطاب الديني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب بعنوان الزلازل حقيقتها و آثارها
» رسالة بعنوان :مقدمة نظم معلومات جغرافية.pdf
» قصيدة بعنوان ((بعدك)) من ابدعى ارجو التعليق
» بحث نادر جدا فى الجيوموفولوجيا بعنوان تطور الشبكة النهرية --:::::::::::::::::◄
» قصه حياه الانسان بعنوان Inside The Living Body Of Human

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى الرسمى لطلاب قسم الجغرافيا جامعة طنطا :: المنتديات العامة :: المنتدى الاسلامى :: المنتدى الاسلامى العام-
انتقل الى: